بقلم: حسين مهدي الملا
خُدعَةٌ تَقتلُ نَسرًا
بقلم: حسين مهدي الملا
فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، اِخْتَبَأَ نَسْرٌ كَبِيرُ الْحَجْمِ بَيْنَ أَوْرَاقِ شَجَرَةٍ عَالِيَةٍ، وَرَاحَ يَبْحَثُ عَنْ فَرِيسَتِهِ.
لَاحَظَ اَلنَّسْرُ وُجُودَ فِرَاخٍ صَغِيرَةٍ وَحِيدَةٍ فِي عُشٍّ. فَقَالَ لِنَفْسِهِ: «كَيْفَ بَإمكَانِي اَلْحُصُولُ عَلَيْهَا لِأَتَغَذَّى بِهَا؟». فجْأَة، وَصَلَتْ أُمُّ اَلْفِرَاخِ.
وَحِينَ رَأَتْ اَلنَّسْرَ يَحُومُ حَوْلَ عُشِّهَا، صَاحَتْ: أَرْجُوكَ، أَيُّهَا اَلنَّسْرُ اَلْحَكِيمُ، دَعْ فِرَاخِي وَشَأْنَهَا. فَقَالَ لَهَا: إِذَا غَنَّيْتِ لِي لَحْنَا جَمِيلًا، سَأَتْرُكُهَا وَشَأَنَهَا.
لَمْ يَكْن أَمَامَ أُمِّ الْفِرَاخِ خِيَارٌ آخَرَ سِوَى إِطَاعَةِ أَمْرِ النَّسْرِ. فَرَاحَتْ تُغَنِّي وهِي تَرْتَجِفُ مِنَ الْخَوْفِ. صَاحَ بِصَوْتِ عَالٍ: غناؤك لَيْسَ جَمِيلًا. سَأَلْتَهِمُ فِرَاخَكَ. انْقَضَّ النَّسْرُ اللَّئِيمُ لِيَلْتَهِمَ الْفِرَاخَ. فجْأَةً، خَرَقَ الْهَوَاءُ سَهْمٌ اسْتَقَرَّ فِي صَدْرِهِ، فَسَقَطَ وَمَاتَ. كَانَ صَيَّادٌ اسْمُهُ حُسَين قَدْ سَمِعَ غِنَاءَ أَمِ الْفِرَاخِ فَتَتَبَّعَ صَوْتَهَا وَوَجَدَ النَسْرَ يُزْعِجُها، فَقَتَلَهُ فِي الْحَالِ. وَهَكَذَا نَجَت الْأُمُّ وَصَغَارُهَا.