هل أنت مصاب بالنوم القهري؟
هل تعاني من النوم في أوقات مفاجئة؟ قد لا تكون وحدك، فقد ينتاب بعض الأشخاص شعور دائم بالنوم، ويصعب عليهم مقاومته، فلا يكون مجرد حدث عارض، هذا ما يسمى بالنوم القهري، ويأتي هذا الاسم نتيجة الحاجة القهرية للنوم التي تتحكم في المريض.
لا يرتبط مرض النوم القهري بمرحلة عمرية محددة، إذ يصيب أي شخص، لكنه يظهر بصورة أكبر في مرحلة الشباب، ولهذا المرض مخاطر كبيرة على الصحة في حال لم يتم علاجه أو السيطرة عليه، فقد يؤثر على روتين حياتك إذا لم يتم السيطرة عليه بشكل سريع مع وضع خطة علاج مناسبة.
يسمى النوم القهري بالخدار، وهو اضطراب نوم مزمن يتميز بالنعاس الشديد أثناء النهار ونوبات النوم المفاجئة. غالبا ما يجد الأشخاص المصابون بالخدار صعوبة في البقاء مستيقظين لفترات طويلة من الوقت، بغض النظر عن الظروف. يمكن أن يسبب الخدار اضطرابات خطيرة في روتينك اليومي. فقد يسبب عدم فهم المرض وتشخيصه، إلى تعايش المريض معه لسنوات طويلة دون أن يدري بحالته، لذلك لابد من معرفة الأعراض للطلب المساعدة الفورية في حال ظهورها.
قد يستغرب البعض من وجود نوم قهري، إلا أن هناك بعض الأعراض التي قد تدل على أن الشخص مصاب بهذا النوع من المرض، لذا من المهم التعرف على أعراض النوم القهري التي تتمثل في:
١. الشعور بالنعاس في فترة النهار
الشعور بالنعاس في فترة النهار يحدث حتى وإن كان الشخص ينام بشكل كاف ليلا، فتأتي له نوبات مفاجئة من النعاس، وفي أوقات غير مناسبة، مثل: أثناء وجودك في العمل أو حتى وقت قيادة السيارة.
2. هلوسة ما قبل النوم
يحدث هذا نتيجة شدة الحاجة للنوم، فيمكن أن يتحدث الشخص بكلام غير مفهوم ونبرة صوت منخفضة؛ لأنه يريد أن ينام بشدة.
3. توقف حركة الجسم
وذلك أثناء اليقظة، وقد يكون توقف كلي ويصعب على الشخص تحريك كل جسمه، أو توقف جزئي بسبب ضعف في بعض عضلات الجسم مثل: الركبتين أو العنق أو الذراعين أو الفك.
4. اضطراب النوم
على الرغم من شعور مريض النوم القهري بالنعاس نهارا، إلا أن نومه عادة ما يكون متقطعا ومضطربا ليلا.
5. بعض التصرفات اللاإرادية
لأن المريض يكون في حالة عدم وعي، ففي حال مقاومة هذا النعاس الشديد، يقوم بأفعال تلقائية وغير مفهومة، ويمكن أن يقوم ببعض التصرفات ثم ينساها فيما بعد.
6. النوم المفاجئ
وهو النتيجة النهائية لكل هذه الأعراض، حيث ينام المريض فعليا لمدة لحظات أو ساعات.
أسباب النوم القهري
• يعد النوم القهري من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي، وليس هناك سبب محدد للإصابة بهذا المرض، وإنما يحدث بسبب عوامل عدة تتفاعل لتؤدي إلى حدوث خلل في الأعصاب.
• يعتقد بعض الأطباء أن النوم القهري يحدث بسبب نقص في إنتاج المادتين الآتيتين:
مادة الهيبوكريتين (Hypocretin): وهي مادة تعمل على تنظيم دورة النوم.
مادة الأوكسين (Auxin): وهي مادة تحفز اليقظة عند الإنسان.
قد تلعب العوامل الوراثية دورا في هذا الأمر، حيث إن هناك بعض الجينات التي تتحكم في إنتاج المواد الكيميائية المسؤولة عن نوم الإنسان، وأي خلل في هذه الجينات يؤثر على النوم.
• كما تبين أن وجود بعض التشوهات في أجزاء مختلفة من الدماغ يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم.
هناك أسباب أخرى تؤدي إلى الشعور بالنعاس، لكنها غير مرتبطة بمرض النوم القهري، مثل:
• الإصابة بداء المثقبيات الإفريقي البشري، وهو داء تسببه لدغة ذبابة تسي تسي المنتشرة في القارة الإفريقية، والتي تجعل المصاب به يفقد السيطرة على نفسه ليستغرق في نوم عميق بأوقات مختلفة.
• التعرض للتعب والإجهاد وعدم أخذ القسط المناسب من النوم إلى أن يصاب الشخص بالنعاس.
حتى الآن لم يظهر علاج نهائي لهذا المرض، لكن هناك بعض العلاجات والنصائح التي يمكن أن تخفف من خطورته، وهي كالآتي:
• تناول بعض العقاقير الطبية المنبهة التي يوصي بها الطبيب المعالج لتقليل الشعور بالنعاس وتنظيم النوم بصورة أفضل.
• النوم لفترات قصيرة نهارا في حالة الشعور بالنعاس لتجنب النوم المفاجئ الذي يشكل خطورة على المصاب.
• تناول بعض مضادات الاكتئاب، حيث تقلل من الهلوسة التي تحدث بسبب هذا المرض، وتعالج توقف الحركة الذي يصيب المريض في حال شعوره بالنعاس، والطبيب هو من يحدد الأدوية المناسبة في هذه الحالة.