+A
A-

ديما الحداد

لا‭ ‬أنصح‭ ‬بالـ”كوبي‭ ‬بيست”

ربما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬المقدمة‭ ‬مفاجئة‭ ‬نوعًا‭ ‬ما،‭ ‬وليست‭ ‬هي‭ ‬محور‭ ‬حوارنا‭ ‬مع‭  ‬ديما‭ ‬الحداد،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬مدخل‭ ‬لهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬بدأناه‭ ‬بسؤال‭ ‬يتعلق‭ ‬بدورها‭ ‬واهتمامها‭ ‬بدعم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتوجه‭ ‬إليها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الاستشارة‭ ‬أو‭ ‬النصيحة‭ ‬لدخول‭ ‬مجال‭ ‬الأعمال‭ ‬وفق‭ ‬خبرتها‭ ‬الطويلة،‭ ‬فسألناها‭: ‬كيف‭ ‬ينجح‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬لاسيما‭ ‬الشباب؟

أعتقد أن رواد الأعمال في حاضرنا لديهم فرصة ذهبية؛ ذلك لأن هناك الكثير من الفرص والخيارات التي أسهمت التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة في إيجادها "أونلاين"، ومنها التسويق بلا شك، فالوضع لم يعد صعبًا كما كان في السابق، والفرص لترويج المنتجات والخدمات اليوم أسهل بكثير، ودائمًا أكرر ضرورة التفكير في منتج أو خدمة تحتاجها السوق، وفي حال الرغبة في تكرار المكرر فلابد من إضافة الجديد إليه، فالتقليد ليس أمرًا جيدًا، لكن المهم هو التطوير والتميز والابتكار، وسر التميز هو أن تكون لك بصمتك الخاصة كونك صاحب مشروع، ولا أنصح بالتقليد وطريقة "الكوبي بيست".

وفي الحقيقة، يسعدني كثيرًا أن أكون الموجهة للناس الجدد كرواد الأعمال من الجنسين، بل وحتى الأمهات ذلك؛ لأنني أحمل اهتمامات متعددة وأحب الجانب الاقتصادي منها، وشاركت في جهات ومبادرات عدة كمبادرة "مشروعي" من خلال نقل التجارب والخبرات إلى مجموعة من المشاركين للبداية الصحيحة وتجاوز العقبات، فكل مجال يتطلب نقل الخبرة والمهارة المعنية، وبالنسبة للمرأة فإنني أرى المرأة البحرينية ناجحة في كل المجالات، وهذا يتطلب أن تبذل الجهد وتتعلم وتجدد طريقة التفكير والأداء من خلال الابتكار والتخطيط، ولله الحمد فنحن في مملكة البحرين تبذل الدولة كل جهد ممكن لإنجاح مبادرات تمكين رواد الأعمال، وتقديم مختلف البرامج الداعمة في مختلف الظروف الصعبة.

 

أقول‭: ‬”وفوا‭ ‬وكفوا”

على‭ ‬ذكر‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬مداها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مفاصل‭ ‬الحياة‭.. ‬كيف‭ ‬تنظرين‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬خبرتك‭ ‬وعلاقاتك‭ ‬وتقييمك؟

بكل تقدير، أثني على اهتمام الدولة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ونعبر عن الاعتزاز بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وجهود اللجنة التنسيقية والفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا وكل مواطن ومقيم ساهم وما يزال في الحفاظ على الوطن والناس، ولا يمكن أن نغمض العين عما قدمته الدولة.. أقول: "وفوا وكفوا".. فهناك الحزمة المالية التي دعمت أجور البحرينيين وساهمت في استقرار السوق إلى حد كبير، وهذا يؤكد اهتمام الدولة بالقطاع الصحي أيضًا، أضف إلى ذلك التسهيلات التي شملت مختلف المؤسسات والشركات الصغيرة واستمرار دعم الأعمال من جهة "تمكين"، ولأنني عضو في مجلس "تمكين"، تشرفت بأن أدلي بدلوي تجاه كثير من البرامج والمناقشات والتوجهات. لقد حرص سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تقديم ومتابعة الدعم وسير العمل، ما أثمر عن تجاوز الكثير من العقبات والمعوقات.

من‭ ‬باب‭ ‬العرفان‭ ‬للوطن

بصراحة وباختصار، أعتقد أن من الصعب تجاهل ما قامت به الدولة، وليس هناك بلد قدم ما قدمته البحرين إلى المواطن والمقيم، وانظر إلى توفير اللقاح، فتوجيهات جلالة الملك هو الحصول عليه مجانا ليس فقط بالنسبة للمواطنين، بل للمقيمين أيضًا، ونحن سافرنا إلى الكثير من الدول ونعرف كيف هي الظروف والخدمات، فليس هناك بلد تشعر فيه بالأمان مثل البحرين، ولهذا أقول إننا في هذه الجائحة عرفنا قيمة أو أضفنا تقديرًا أكبر لبلادنا وكيف اهتمت بالجميع. وأريد أن أضيف شيئًا من باب العرفان للوطن الغالي: كل ما قدمته القيادة للوطن والمواطن والمقيم والقطاعات التجارية والاستثمارية لا يمكن إنكاره، فلم يحدث أن واجهنا "الإغلاق التام"، ولم نشهد ولله الحمد مشكلة في القطاع الصحي كما حدث في دول كبرى، حيث واجهت انهيار نظامها الصحي، ونعلم أن موارد البحرين محدودة، وقامت بخطوات استباقية بجهود سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وفريق البحرين الذي نفخر بأن نكون جميعًا أعضاء فيه، فلدينا الأساس المتين المدروس، ووفق خطة واضحة قائمة على البيانات حتى في حال ارتفاع أعداد الإصابات، فهناك ضمن الخطة مسار ثان وثالث ورابع، ورأينا الفريق الطبي والمؤسسات الصحية تطلع الناس على التطورات والإرشادات والبيانات بكل شفافية، ولم تغلق المنافذ ولم نشعر بعدم الاطمئنان؛ لأن الجهود جبارة وتجعلك تطمئن بأن قيادة البلاد معك في الصفوف الأمامية، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والترابط والتكاتف.

 

فقد‭ ‬الوالدة‭ ‬والراحل‭ ‬الكبير

ربما‭ ‬وجدت‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬نفسك‭ "‬خلاصة‭ ‬العام‭ ‬2020‭" ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬دروسًا‭ ‬من‭ ‬الجائحة‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لنا‭ ‬تسميتها؟

أنا أؤمن بأن الحياة تمضي حين لا نحصر تفكيرنا بقيود الظروف، حتى في أوقات الكساد الاقتصادي والأزمات لابد أن نستغلها، وأنا لا أستسلم في تلك الظروف والأزمات، بل أخطط وأعمل وأفكر وأتقدم، فعلى سبيل المثال أضفت تعاقدًا مع 3 شركات لشركتنا العائلية، وعملت على هذا الأمر طيلة فترة الجائحة، وحرصت على أن يسير العمل في مجموعتنا بشكل دقيق، فلم يفصل أي موظف بحرينيًا كان أم أجنبيًا، ولم تتوقف رواتبهم ولا ليوم واحد.

وأصعب موقف بالنسبة لي في ذلك العام هو فقد الوالدة الغالية (رحمة الله عليها)، ثم فقيد الوطن الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه)، فكان هذا الفقد بالنسبة لوالدي ولي شخصيًا كبيرًا، فقد كان سموه رحمه الله، ونسأل الله أن يحفظ أنجاله ويطيل أعمارهم، رجل سياسة محنكا ليس على مستوى البحرين فحسب، بل على مستوى العالم، ولا أستطيع التعبير عن معزته الكبيرة كأب للجميع، فله معزة خاصة في قلبي. هناك صورة أخرى من وحي الجائحة، فقد توجهت للطبخ والزراعة، فأنا أحب كل شيء بحريني لاسيما الطبخات التراثية التقليدية، كذلك جذبتني الزراعة، وأحب كثيرًا النباتات البحرينية كالرازقي والورد المحمدي.