سمو الأميرة سبيكة مهدت الطريق لإبراز قدرات المرأة البحرينية
أول امرأة خليجية تترأس جمعية مهنية رئيسة جمعية المهندسين البحرينية د. رائدة العلوي
أصداء فوز مهندسة بحرينية برئاسة صرح مهني كبير كجمعية المهندسين البحرينية بدت واضحة للغاية من بوابة الخطوات التي تخطوها المرأة البحرينية في كل المجالات، ولهذا كان مساء يوم الأحد الموافق 19 يونيو 2022 "محطة مهمة في مسيرة الجمعية" حيث أسفر اجتماع الجمعية العمومية للجمعية وانتخاباتها عن فوز الدكتورة رائدة العلوي برئاسة الجمعية كأول امرأة تتولى رئاسة الجمعية منذ تأسيسها في العام 1972، وحال إعلان النتائج، كان تصريح الرئيسة الجديدة واضحًا في معالمه:" إنها مسؤولية تتطلب السعي للاستمرار في العمل ووضع خطط تحقق لجمعية المهندسين البحرينية المزيد من الريادة والتميز، إلى جانب أن المهندسة البحرينية أثبتت جدارتها في جميع القطاعات إلى جانب زملائها من المهندسين البحرينيين".
"أضواء البلاد" كان لها شرف الالتقاء بالرئيسة الجديدة وسألناها أول ما سألناها عما شعرته من أصداء الفوز فاستهلت الحديث بالقول.. اتقدم بالشكر الجزيل الى اعضاء جمعية المهندسين الذين وضعوا ثقتهم بي لانتخابي رئيسًا للجمعية وقد تلقيت كم هائل من التهاني والتبريكات من المسئولين والمعارف والأصدقاء والأهل والإعلاميين وغيرهم معبرين عن تقديرهم وفرحتهم في ذات الوقت، وهذه المشاعر أفرحتني بالتالي لأننا نتحدث عن أول دورة في تاريخ الجمعية تترأسها امرأة، ولهذا فنحن بهذه الرئاسة نعتبر أول جمعية مهنية هندسية على مستوى الخليج تقودها امرأة، وهذا يؤكد على أن مملكة البحرين سباقة في مجال تمكين المرأة وتعزيز مكانتها على مختلف الأصعدة محليًا وعالميًا.
توجهاتنا للمرحلة المقبلة نحو إكمال مسيرة الإدارات السابقة وإحداث نقلة في العمل التطوعي بالمجال الهندسي
تسريع الخطى بالتمكين والخيارات
هنا نستذكر توجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في شأن جني ثمار العمل الدؤوب لتمكين المرأة.. كيف تنظرين إلى هذا الجانب؟
أنا أرى أن المرأة البحرينية أثبتت وجودها وفاعليتها وكفاءتها في الكثير من التخصصات منذ سنين، إلا أن توجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله من خلال ترأسها للمجلس الأعلى للمرأة منذ تأسيسه ساعد على تسريع خطى تبوؤ المرأة للمراكز القيادية بالتمكين والدعم والمساندة وتسليط الضوء على الكفاءات النسائية لتشغل أعلى المناصب بما يتناسب مع قدراتها ومستواها الأكاديمي والمهني. هي ثقافة مجتمعية يتمتع بها المجتمع البحريني خصوصًا في ميدان التعريف بدور وعطاء وخبرة المرأة البحرينية في كل المجالات، وأنها لا تقل عن الرجل.. من وجهة نظري فإن سمو الأميرة سبيكة مهدت الطريق على هذا الأساس وفوزي في الانتخابات دليل على نجاح مبادرات النهوض بالمرأة في المجتمع البحريني ، ولسنوات مضت، كان من الصعب على المرأة البحرينية أن تدخل وتنافس لعدة أسباب ومن أهمها، كما في مجال الهندسة، فإن نسبة المهندسات أقل بكثير من المهندسين الرجال وهنا تتجلى المنافسة العالية، ولله الحمد، فإن رؤية المجتمع لدور المرأة الفاعل في التنمية المستدامة والمشاركة في دفع عجلة الاقتصاد والنهضة يبدو واضحًا، كما يبدو بوضوح دور المجلس الأعلى للمرأة في تعزيز دورها في الحياة العامة.
سنعلن عن برامج نبحثها حاليًا
على هذا الأساس، ما أبرز توجهات الإدارة الجديدة للجمعية؟
أبرز التوجهات للمرحلة القادمة وهذا ما نتمناه أنا ومجلس الإدارة وكل منتسبي الجمعية، هو أن نشهد نقلة نوعية في العمل التطوعي الهندسي المهني تعزز دور الجمعية ككيان فاعل ومسئول في المشاريع الوطنية والتنموية. ولا أقول أنها نقلة نوعية جديدة فقد كنت عضوًا في مجلس الإدارة للسنوات الأربع الماضية، وفي الحقيقة، فإن الأخ الدكتور ضياء توفيقي الرئيس السابق أنجز الكثير وتميز في طرح العديد من الأفكار، فقد بدأنا كفريق في مشروعات وبرامج متعددة لرفع مستوى العمل المهني التطوعي، وسنكمل المشوار بعون الله، وسنعلن عن مشاريع جديدة مطروحة للبحث والدراسة ومن اهمها تطوير منظومة أداء مركز التدريب وتحويله إلى مركز إقليمي لتدريب وتأهيل الكفاءات الهندسية وفقاً للمعايير الدولية. بالاضافة إلى تسهيل مهمة المهندسين في البحث عن فرص عمل وتعزيز الاستقرار المالي للجمعية من خلال تنويع مصادر الدخل، وتوظيف أفضل للموارد الداخلية، وتخفيض النفقات التشغيلية ووضع خطة استراتيجية لتطوير المؤتمرات والمعارض التي تنظمها الجمعية.
توجيهات الشيخ خالد بن عبدالله
التقيتم بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير البنية التحتية الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، بعد أيام قليلة من تشكيل مجلس الإدارة الجديدة، وهو مهندس خبير ومتمكن، ما الذي دار من حديث في اللقاء؟
في الواقع، نحن كمهندسين فخورون بالمستوى الذي وصلت إليها جمعيتنا من ريادة وتميز سواء على مستوى الداخل أو الخارج، ومعالي الشيخ خالد حفظه الله هو الأب الروحي للجمعية وللمهندسين،لدعمه الكبير والمستمر ولما يسديه لنا من توجيهات ونصائح تعزز من مكانة الجمعية ولأنه كما تفضلت مهندس خبير ومتمكن، فقد بحثنا معه أبرز أهداف المرحلة المقبلة، ومنها، وهذا ما نتشرف فيه بدعم معاليه، أن يكون لنا دور في المؤسسات الحكومية.. نعم، نحن لنا تمثيل بعضوية في مجلس مزاولة المهن الهندسية، وكذلك لنا تمثيل في عضويات بعض اللجان الحكومية ولكن بشكل بسيط للغاية، بيد أننا نطمح لتعزيز دورالجمعية كهيئة فاعلة ومسؤولة في المشروعات الوطنية، كما حثنا على مواصلة البرامج التدريبية وتنويعها لتتمكن الجمعية على مواكبة مستجدات المهن الهندسية ومتطلباتها المتسارعة. ومن بين ما نسعى إليه هو الترويج للخبرات الهندسية البحرينية من الأعضاء والخبرات كافة أمام المسؤولين بغية الاستفادة من هذه الإمكانيات وتوظيف خبراتهم في المشروعات التنموية، ومن ضمن الأفكار الجديدة لدينا هو إصدار دليل للمهندسين البحرينيين يضم ما تزخر به مملكة البحرين من خبرات تتمتع بكفاءة وخبرة أفضل من المستقدمة من الخارج.
نعكف على إعداد دليل للتعريف بالخبرات الهندسية البحرينية وهي "الأكفأ" من المستقدمة
عضوية الاتحاد الخليجي وأخرى "للعربي"
علاقات الجمعية مع الاتحادات الإقليمية والعربية.. إلى أي مدى تنعكس على مكانة الجمعية؟
بالنسبة الى علاقة الجمعية بالاتحادات الإقليمية والعربية فهي عضو في الاتحاد الهندسي الخليجي واتحاد المهندسين العرب والمنظمة العالمية للهيئات الهندسية. وأعضاء الجمعية لهم حضورفاعل في هذه المنظمات من خلال ترؤسهم لهذه المنظمات او اللجان الدائمة التابعة لها. جمعيتنا بكل فخر، متقدمة على الكثير من الجمعيات الشقيقة خليجيًا وعربيًا في المشاريع والبرامج وعقد الورش والمؤتمرات على الرغم من أننا الجمعية الوحيدة التي تكون العضوية فيها اختيارًيا فلا إلزام كما هو حاصل في الجمعيات الخليجية حيث العضوية إلزامية وتتبعها التزامات أخرى ودخل مضمون من العضوية الإلزامية وكذلك الحال في نظام النقابات كما هو في لبنان ومصر والأردن.
واليوم غدت الجمعية مثالاً يحتذى به في حسن توجهاتها وإدارتها وتنظيمها.
برنامج "تمهين" يتقدم أكثر
المهندسون الشباب لهم حيز كبير من اهتمام الإدارات المتتابعة، هل هناك تصورات جديدة بشأنهم في خطة العمل؟
نحن ننظر إلى هدف من أهم الأهداف وهو تطوير الشباب ونحاول تنويع الأنشطة التي تدعم وتطور روح المبادرة لدى الأعضاء الشباب ونؤهلهم ليكونوا قادة في المستقبل، وقبل انتهاء الدورة السابقة شكلنا مجموعة أو ملتقى للمهندسين الشباب كما هو الحال للروابط والشعب الهندسية التابعة للجمعية، وهذا الملتقى يبحث كيفية تطوير وتأهيل الشباب ويشجع على التشبيك والتواصل الاجتماعي بين الأعضاء الشباب والمهندسين القدامى ذوي الخبرة لتفعيل التعاون وتبادل الخبرات بينهم، كما أن ما تتميز به جمعية المهندسين البحرينية هو وجود مركز تدريب تابع لها وله سجل خاص به وهذا المركز يعمل على تدريب وتوظيف المهندسين، ولدينا برنامج تدريب وتوظيف المهندسين حديثي التخرج يحمل اسم "تمهيد" وهو برنامج ناجح جدًا وعملنا على تدريب 156 مهندس وتمكننا من توظيف أكثر من 75 % منهم ولله الحمد، ولا زلنا نبحث عن فرص ووظائف للمتبقين وأود أن أذكر بأن هناك إقبال كبير للالتحاق بهذا البرنامج الذي يصب في مصلحة الشباب حديثي التخرج، كما أن للجمعية اتفاقيات تعاون مع معظم الجامعات المحلية، وهم يشجعون طلبة الهندسة ليكونوا أعضاء في الجمعية، ويمكن للطلبة الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجمعية. فعلى سبيل المثال، هناك قرابة قرابة 280 طالبة وطالبة من مختلف الجامعات، علاوة على أن الإقبال على العضوية ينشط ويتضاعف.
