العدد 5672
الخميس 25 أبريل 2024
banner
تتحدثون عن الرزق ولا تتحدثون عن الخطر المحتمل
الخميس 25 أبريل 2024

عندما تصل درجة الفاعلية الإعلامية في تصديها للمشكلات البيئية وغيرها من المشاكل المتعلقة بالباعة الجائلين، ومخالفة إشغال الطريق، هنا يتحقق الوعي، كون الجميع ملتزما بخطة واضحة وأهداف محددة من أجل الصالح العام، فما تكتبه الصحافة إزاء أية مشكلة وقضية في المجتمع، يقوم على التحليل لا التبرير، وعندما نبهنا بلدية الجنوبية قبل يومين عن الفرشات التي تنتشر في الساحة الخلفية من محلات رامز، وتحديدا في الساحة الترابية، والفوضى الحاصلة في مواقف السيارات، تعالت الأصوات في وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض. المؤيد يرى أن الفرشات منظرها غير حضاري، كما أنها أصبحت مرتعا لرمي النفايات وإشغال الطريق، والبعض أكد أن كل شيء بدون تنظيم ودراسة يخلق الفوضى، والمعارض وصفنا وصفا رهيبا وطرح نظرية محاربة الفقراء في أرزاقهم والتحامل على المتقاعدين الذين “يسترزقون الله” وغيرها من التعليقات الطويلة المملة.
القضية ليست لها علاقة بالفقير ولا المتقاعد ولا حتى المسكين والآسيوي والمواطن، مثل هذه الفرشات من المفترض أن توضع لها نماذج واشتراطات معينة، فهي فرشات مخالفة لاشتراطات السلامة، وتسبب تعطيل الحركة المرورية وتكدس السيارات في المنطقة، ولو تركت هكذا عشوائيا لربما يحدث ما لا يحمد عقباه، والجميع يستذكر الحريق الهائل الذي قضى على السوق الشعبي قبل سنوات، والسبب.. تراكم المخالفات وعدم توفر إجراءات السلامة بالشكل المطلوب، ومن يعلم قد يتطور الأمر ويتم وضع مولدات كهرباء “جنريترات” في هذه الفرشات والجميع يعرف مدى خطر هذه المولدات.
لماذا لم نسمع الأصوات المعارضة بعد قيام أمانة العاصمة بالحملة في شارع صعصعة قبل عدة أشهر لإزالة مخالفات الباعة الجائلين غير المرخصين.. لماذا لم نسمع منهم جملة “خلوهم يسترزقون الله”. المخالفة تسير على قافية واحدة وبكل التقاليد اللغوية والبلاغية ولا فرق بين مواطن ومقيم. تتحدثون عن “الرزق” ولا تتحدثون عن الخطر المحتمل وغياب الضوابط والاشتراطات الصحية!.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .