+A
A-

جمهور "كامل العدد" يشاهد الثقافة السودانية في ”وداعا جوليا“


من السودان يأتي عرض الفيلم السينمائي الدرامي ”وداعا جوليا“ الذي أذهل الجماهير حول العالم ووصل لافتتاح مهرجان مالمو للسينما العربية، والتي تقام حاليا في مدينة مالمو السويدية، وهو للمخرج محمد كردفاني ومن تأليفه أيضا ومن إنتاج سوداني سويدي ألماني سعودي فرنسي مصري مشترك، وبطولة كل من إيمان يوسف، سيران رياك ونزار جمعة
تدور أحداث الفيلم في فترة ما قبل انفصال جنوب السودان بقليل، حيث تسعى مغنية سابقة من سكان الشمال إلى التخلص من الإحساس  بالذنب بعد تسببها في وفاة رجل من الجنوب، عن طريق تعيين زوجته خادمة لها الفيلم يشارك أيضا ضمن مسابقة الأفلام الطويلة في المهرجان.
بقيم الإنتاج العالية التي لا يمكن التنبؤ بها، مع القصة المأساوية التي تتعلق بالعنصرية والتمييز على أساس الجنس والاختلافات الطبقية بين مجتمعات شمال السودان وجنوبه.
تدور أحداث فيلم "وداعا جوليا" في خضم اضطرابات سياسية قبل انفصال جنوب السودان في عام 2011، خلال حقبة اعتبر فيها الشماليون المضطهدون من الجنوب متوحشين.
عندما تشارك منى (التي تقدمها الفنانة الجميلة إيمان يوسف)، وهي مسلمة من الشمال، في عملية كر وفر مع طفل صغير من الجنوب، فهذا هو الحافز لسلسلة كاملة من الأحداث التي تغير حياة كلتا العائلتين.
والد الطفل الصغير الذي كان الشاهد الوحيد على ذلك الكر والفر يطارد المرأة ويختفي بسرعة، ويصنف على أنه مفقود، ويفترض أنه قتل في التدافع أثناء أعمال الشغب.  ما الذي حدث له حقا؟ لماذا تعرض منى على جوليا (سيران رياك)، والدة الصبي، وظيفة خادمة منزلية؟  في نهاية المطاف هل يجب اعتبار الصداقة بين هاتين المرأتين محرمة بسبب تقسيم السودان، خصوصا بعد ازدهار الصداقة بين المرأتين، وهي صداقة يعتبرها زوج منى غير شرعي ويدعي أنها تتجاوز الخط.  
مع الأحداث، تتراكم المؤامرات والتشويق مما يؤدي إلى اعتراف منى في المشاهد الأخيرة،  ويتم تسليم إعلان صدام يتعلق بجوليا لا يتوقعه حتى أكثر الجماهير ذكاء.
يجب أن يفتن الجمهور الذي يستمتع بالأفلام العالمية في المقام الأول بسبب الأساليب المختلفة في صناعة الأفلام بإدراج تسلسلات الغناء السوداني، كما يتم استكشاف الثقافة السودانية عن غير قصد والفساد داخل قوة الشرطة.
تم عرض هذا الفيلم الحائز على العديد من الجوائز في الكثير من المهرجانات الدولية بنجاح كبير، وكان من الواضح جدا أنه لاقى كل الاستحسان الذي يستحقه من الجمهور السويدي، خصوصا وهو نقل بصورة مذهلة الانفصال بأوجاعه وأزماته، مع جانب تشويقي من السينما الواقعية يبرز الجوانب المتعددة للثقافة السودانية،. خصوصا إذا عرفنا أن إنتاج وتصوير الفيلم كانت صعبة وفي أجواء أمنية غير مستقرة قبل اندلاع الحرب هناك.