+A
A-

هل حان وقت العمل 4 أيام أسبوعيًا بنفس الأجر؟

مجددًا، يعود الحديث بشأن فكرة خفض عدد ساعات العمل لتصبح 4 أيام في الأسبوع بدلًا من النهج المتبع حاليًا، لكن الموعد المقترح لتعميم هذه الخطوة لا يزال من الأمور المجهولة. وكانت فكرة عدد ساعات عمل أقل نقطة مناقشة مشتركة في العديد من اجتماعات القمة السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي.

ومن شأن اقتراح تقليص أيام عمل الأسبوع أن يترك بصمة إيجابية على الموظفين حال تطبيقه، هذا هو ملخص الرسالة الجديدة التي طرحها اثنان من الخبراء داخل منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس السويسرية لهذا العام. والحديث عن العمل أوقات أقل من المعتادة ليس بطرح جديد على مسمع الجميع، حيث إن التجارب في هذا الصدد عديدة بل ومتنوعة حتى أن النتائج يغلب على معظمها الطابع الإيجابي بعضها يشير لزيادة في الإنتاجية والآخر يكشف عن سعادة الموظفين.

ويوجد بعض التجارب التي تستخلص أنه إذا تم تقليص عدد ساعات العمل فإن الأشخاص سيكون لديهم قدرة لتركيز اهتمامهم بشكل أكثر فعالية لينتهي بهم الوضع بنتائج أفضل، كما يعتقد طبيب نفسي من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا يدعى آدم جرانت.

ويرى جرانت أن الوضع ينتهي بإنتاجية بنفس الحجم تقريبًا لكن في الغالب تتمتع بجودة وإبداع أعلى كما أن العاملين يكونوا أكثر انتماءً للمنظمات المستعدة لمنحهم المرونة للاهتمام بحياتهم خارج العمل.واتفق الاقتصادي والمؤرخ راتجر بريجمان مع جرانت في الرأي بشأن أسبوع العمل الأقل والإجازة الأطول.

وعلى مدى عقود، اعتقد جميع الاقتصاديين الرئيسيين والفلاسفة وعلماء الاجتماع حتى فترة السبعينيات أننا سنعمل عدد ساعات أقل مع مرور الزمن، حسبما قال بريجمان خلال مشاركته في منتدى دافوس للعام 2019.

ووفقًا لبريجمان، فإن كبار رجال الأعمال الرأسماليين اكتشفوا خلال فترة العشرينات والثلاثينات أن تقليص أوقات العمل الأسبوعية تجعل الموظفين أكثر إنتاجية.

وعلى سبيل المثال، فإن “هنري فورد” مؤسس شركة صناعة السيارات فورد توصل إلى أنه إذا تم تقليص عدد ساعات العمل الأسبوعية من 60 إلى 40 ساعة فإن موظفيه باتوا أكثر إنتاجية بسبب أنهم لم يكونوا مرهقين في أوقات فراغهم.

وتدعم الدراسات الأكاديمية هذا الاتجاه بشدة، حيث يشير مسح حديث أجراه اتحاد النقابات التجارية في بريطانيا لنحو 2000 عامل إلى أن 4 من بين كل 5 يؤيدون عدد ساعات أقل مع البقاء عند نفس مستوى الأجر.

وأكد اتحاد العمال البريطاني أنه يتطلع لتطبيق العمل لمدة 4 أيام والحصول على إجازة 3 آخرين أسبوعيًا بحلول نهاية القرن الحالي.

وفي العام الماضي، قامت شركة في نيوزيلندا بإجراء تجربة شهيرة مدتها 8 أسابيع طبقت خلالها إعطاء الموظفين الخاضعين للتجربة 3 أيام إجازة أسبوعيًا مع بقاء شروط التوظيف والأجور دون تغيير.

ودفعت النتائج والتي تمثلت في زيادة 20 % بالإنتاجية إلى جانب أن الموظفين أصبحوا أكثر سعادة، الشركة إلى إعلانها اعتزام تبني هذا الإجراء بشكل دائم.

وفي الوقت نفسه، توضح أرقام منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي أن الدول التي لديها ثقافة العمل لعدد ساعات أطول في الغالب تسجل أرقام ضعيفة في كل من الإنتاجية أو الناتج المحلي الإجمالي لكل ساعة عمل.