+A
A-

“الغرفة”.. انتخابات على طريقة “الغرب”

انتهت انتخابات غرفة صناعة وتجارة البحرين في دورتها الـ29، والتي وصفت بأنها الأقوى منذ تأسيس هذا الصرح الاقتصادي الكبير قبل نحو 78 عاما، سواء من حيث عدد المرشحين (72 مرشحا)، أو من حيث عدد الأعضاء الذين يحق لهم التصويت والبالغ 32746 عضوا، قياسا بالدورات السابقة.

وأعلنت لجنة الانتخابات أمس الأول أسماء الفائزين لشغل مقاعد مجلس الإدارة الـ 18، التي سيطرت عليها كتلة تجار برئاسة سمير ناس حيث حصدت 10 مقاعد، فيما فازت “شراكة” وهي الكتلة المنافسة الرئيسة بـ 7 مقاعد، وحصل المستقلون على مقعد واحد، في حين خسر جميع أعضاء كتل “الغد” و”تعاون” و”تنمية وتجديد”.

وبلغت نسبة التصويت 21.5 % وهي تشكل نحو 7003 أعضاء.

العبء كبير على الأعضاء الجدد خصوصا الرئيس المتوقع، سمير ناس، الذي اكتسح بحصوله على 9368 صوتا، وبفارق كبير عن الناجح الثاني من حيث عدد الأصوات حيث وصل الفرق 3159 صوتا، فالتركة ثقيلة والطريق غير ممهد، والمشاكل في بيت التجار تفيض من المكاتب، ومن الأبواب والنوافذ أيضا.

دائما ما “نتشدق” بأن الغرب “أبو الديمقراطية”، ونسمع الكثير عن الممارسات التي نتوقف عندها ونتمنى أن تكون في دولنا العربية، فمثلا معظمنا قرأ أخبارا عن استقالة وزير نقل في دولة أوروبية بعد وقوع حادث مروري قوي، أو كيف أن زعيم الحزب “الفلاني” هنأ منافسه زعيم الحزم “العلاني” لنجاحه في الانتخابات بعد اعترافه بالخسارة، رغم “شتمهم” و”اتهامهم” بعضهم خلال فترة الدعاية.

هذه الأمثلة الديمقراطية وغيرها الكثير “مع فرق التشبيه” حدثت أمس وأمس الأول في البحرين خلال انتخابات الغرفة بل وزادت عليها، فلم نسمع شتما أو “تخوينا” بين المرشحين، حتى لم تشهد هذه الدورة أية إشاعات على عكس كل الانتخابات وعلى مختلف أنواعها.

تقبّل الخاسرون النتيجة بصدر رحب وهنأوا الفائزين، ولم نسمع أن أحدا يريد تقديم طعن، ما يعني أن هناك ثقة بنزاهة العملية الانتخابية برمتها.   كما وجه معظم المرشحين رسائل شكر على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للناخبين سواء لمؤيديهم أو غيرهم.

الأمر الأكثر أهمية، هو إلزام كتلة تجار وهي صاحبة أكبر عدد مقاعد، نفسها بخطة الـ 100 يوم والتي ركزت على 5 مسارات، 4 منها حول أداء السوق وواحد لأداء الغرفة.

وهذه حالة دائما ما تتكرر في الديمقراطيات المتقدمة، رغم أن عديدا من الحكومات العربية انتهجتها في السنوات الأخيرة، لكن تبقى الفكرة في إمكانية المحاسبة.

فهل سيراقب الشارع التجاري أداء مجلس إدارة الغرفة الجديد ويحاسبه بعد 100 يوم؟ بناء على إشارات السوق والقطاع التجاري فإن الجواب، نعم.

سمير ناس، الرئيس المتوقع للغرفة، قال “نعتقد أننا بحاجة لوضع أعمالنا على المسار الصحيح خلال الـ 100 يوم الأولى بحيث نرى النتائج على المستوى المتوسط والبعيد وبهذا نقيس النتائج ونصحح المسار”.