+A
A-

مأساة الغوطة مستمرة.. وقتلى جدد من المدنيين

قصفت الطائرات آخر جيب للمعارضة قرب دمشق لليوم الخامس على التوالي أمس الخميس في الوقت الذي أطلقت فيه الأمم المتحدة نداء لوقف واحد من أعنف الهجمات الجوية في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات ومنع حدوث “مذبحة”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 368 شخصا على الأقل قتلوا بينهم 150 طفلا في منطقة الغوطة الشرقية على مشارف دمشق منذ ليل الأحد.

وأصيب أكثر من 1850 شخصا في الهجوم الذي يشنه الجيش السوري وحلفاؤه. وقصفت الطائرات مناطق سكنية في حين قالت جمعيات طبية خيرية إن القصف أصاب أكثر من 12 مستشفى مما جعل من شبه المستحيل معالجة الجرحى.

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا “لابد من تجنب حدوث مذبحة لأن التاريخ سيحكم علينا”. ودعا مجلس الأمن الدولي لإعلان وقف لإطلاق النار.

وقالت روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد والتي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن إن بإمكانها تأييد هدنة مدتها 30 يوما لكن لا تشمل المتشددين الذين تقول إن عملية الغوطة الشرقية تستهدفهم.

ولا يشمل اتفاق “مناطق عدم التصعيد” الذي فشل في وقف القتال جماعة متشددة كانت تعرف باسم جبهة النصرة ويقول مسلحو المعارضة في الغوطة إن وجود عدد محدود من مقاتلي التنظيم يستخدم باستمرار ذريعة لحصار المنطقة وقصفها.

وتحدث سكان في دوما كبرى مدن الغوطة عن أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من مناطق سكنية بعد تعرضها لقصف الطائرات من ارتفاعات شاهقة. وقال رجال الإنقاذ إن العمل جار للبحث عن جثث وسط الأنقاض في مدينة سقبا وبلدات أخرى.

من جانبها، طالبت السعودية القوات الحكومية السورية، أمس الخميس، بوقف العنف في الغوطة الشرقية، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، معربة عن القلق من أثر هذه الهجمات على المدنيين.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في حسابها على “تويتر”: “قلقون من استمرار هجمات النظام السوري على الغوطة الشرقية، وأثر ذلك على المدنيين هناك”، مضيفة: “نشدد على ضرورة وقف النظام السوري للعنف”.

ودعت الرياض القوات الحكومية إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الغوطة، كما طالبت دمشق بالأخذ “بشكل جاد بمسار الحل السياسي للأزمة”.

من جانبها، أعربت دولة الإمارات، أمس، عن قلقها البالغ من تصاعد وتيرة العنف وتداعياته علي الأوضاع الإنسانية وسلامة المدنيين في الغوطة.

وطالبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بهدنة فورية حقنا للدماء وحماية للمدنيين، وضمت صوت الإمارات إلى الدعوات الدولية المطالبة بالهدنة الفورية، مضيفة أن سوريا، التي شهدت أفظع المواجهات والاستهداف الممنهج للمدنيين لا تتحمل فصلا دمويا مكررا، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وأكدت الوزارة على ضرورة إفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية لإسعاف الجرحى ولتوفير العلاج و الدواء والغذاء. كما أكدت الإمارات مجددا أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو في الحل السياسي المستند إلى مرجعية جنيف.

وناشدت الإمارات كافة الأطراف بتفعيل المسار السياسي معربة عن قلقها الشديد من التدخلات الخارجية على الأرض، والتي تنتهك السيادة السورية وتزيد الأزمة تعقيدا داعية إلى وضع حد للدموية التي مزقت سوريا ونسيجها الاجتماعي ومؤسساتها وباتت تهدد وحدتها.