+A
A-

استشاري نفسي يحذر الأفراد من الإسراف في متابعة أخبار «كورونا»

دعا استشاري الطب النفسي في مركز «حياة» للاستشارات، الدكتور باسم بدر، أفراد المجتمع إلى تقليل الوقت المخصص لمشاهدة ومتابعة أخبار جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19)، مؤكداً أن الإسراف في متابعة هذه الأخبار حول العالم يسبب ضغوطاً نفسية، ويعزز مستويات الطاقة السلبية في المجتمع، لاسيما أن كثيراً من هذه الأخبار قد يكون مفبركاً وغير صحيح.

وكشف بدر، خلال محاضرة «عن بعد» لنادي الموارد البشرية، التابع للهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، عن ثلاثة آثار إيجابية مجتمعية لفيروس «كورونا»، تشمل: «زيادة التكاتف الوطني لمواجهة تفشي الفيروس، وتقوية الروابط الأسرية، وتعزيز مفهوم وثقافة التكافل الاجتماعي»، موجهاً 10 نصائح إلى أفراد المجتمع، للتغلب على القلق والضغط النفسي الناجمين عن انتشار الفيروس.

وتفصيلاً، ناقشت جلسة نظّمها نادي الموارد البشرية التابع للهيئة الاتحادية للموارد البشرية، أخيراً، ضمن برنامج «حياة»، الخاص بتعزيز الوعي المؤسسي بأهمية الصحة المعنوية والنفسية للموظفين، سبل الدعم النفسي والمعنوي لأفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم العمرية، وكيفية تجنب القلق في ظل تفشي جائحة «كورونا» المستجد (كوفيد-19)، وتجاوز الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، والحد من تبعاتها النفسية على المجتمع.

وأكد الدكتور باسم بدر أن جائحة «كورونا» أسهمت في تغيير نمط حياة البشر في كل دول العالم، وعلى الرغم من حالة الخوف والتوتر والإحباط التي يعيشها المجتمع بسبب تفشي الجائحة، فإن المتأمل للموقف لابد أن يلحظ بعض الآثار الإيجابية لهذا الفيروس.

ولخّص إيجابيات انتشار «كورونا» في ثلاثة أمور مجتمعية: أولها تسببه في زيادة التكاتف الوطني لمواجهة تفشيه، والثاني تقوية الروابط الأسرية نتيجة زيادة فترات البقاء بالمنازل والعمل عن بعد، التزاماً بالإجراءات الوقائية، وأخيراً تعزيز مفهوم وثقافة التكافل الاجتماعي والذي كانت دولة الإمارات نموذجاً ومثالاً يحتذى به عالمياً سواءً على مستوى القيادات التي مدّت يد العون للشعوب والدول المحتاجة، أو على مستوى الأفراد الذين سارعوا لمساعدة كل من يحتاج العون على أرض الوطن.

ووجّه بدر خلال المحاضرة التي شهدت مشاركة استثنائية تجاوزت 3000 متابع من أعضاء ومنتسبي نادي الموارد البشرية، 10 نصائح للتغلب على القلق والضغط النفسي الناجمين عن جائحة (كوفيد–19)، عبر الاعتناء بالصحة النفسية من خلال المحافظة على الروتين المعتاد: أولاها الحرص على تناول الوجبات الصحية، والثانية الاهتمام بالنظافة الشخصية، والثالثة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، نظراً لأهميتها في تخفيف التوتر وتحسين المزاج، وتعزيز الصحة العامة، والرابعة تقليل الوقت المخصص لمشاهدة ومتابعة الأخبار التي تتناول مستجدات تفشي جائحة «كورونا» قدر المستطاع، كون الإكثار من متابعتها حول العالم يسبب ضغوطاً نفسية إضافية، ويعزز مستويات الطاقة السلبية، لاسيما أن الكثير من هذه الأخبار قد يكون مفبركاً وغير صحيح بحسب الامارات اليوم.

ووفقاً لاستشاري الطب النفسي، تمثّلت خامسة نصائح التغلب على «قلق كورونا»، في التركيز على الأفكار الإيجابية التي تشغل الشخص عن التفكير في الفيروس، وضرورة شغل الوقت بكل ما هو مفيد ومسلٍّ، فيما تعلقت النصيحة السادسة بأهمية تقليل مشاهدة شاشات الأجهزة الإلكترونية، والحرص على إغلاقها قبل الخلود إلى النوم بنحو 30 دقيقة.

ودعا بدر في النصيحة السابعة إلى ضرورة تخصيص بعض الوقت للنفس، بهدف الاسترخاء وتصفية الذهن من الضغوط التي تشوش التفكير، عبر التنفس العميق، وممارسة اليوغا، وتمارين التأمل، والاستماع إلى الموسيقى، وقراءة الكتب المفيدة، والنصيحة الثامنة الاعتناء بالصحة الجسدية عبر الحصول على قسط كافٍ من النوم، كما تضمنت النصيحة التاسعة تحذيراً من خطورة مواصلة تدخين التبغ واحتساء المشروبات الكحولية في الوقت الراهن.

وأنهى بدر قائمة النصائح الـ10، قائلاً إنه «حال اضطررنا للبقاء في المنزل والابتعاد على الآخرين، فهذا لا يعني أن نفرض على أنفسنا طوقاً أمنياً وعزلةً اجتماعيةً، بل علينا أن نبادر بالتواصل رقمياً مع عائلاتنا وأقربائنا وأصدقائنا، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، لتخفيف وطأة هذه الأزمة عليهم».

وشدد استشاري الصحة النفسية على أهمية احتواء الأطفال خلال هذه الأزمة، ومساعدتهم على تجاوز تداعياتها وتأثيراتها السلبية، من خلال توفير الحب والاهتمام بهم، والاستماع إليهم، والتعرف إلى مخاوفهم، وتخصيص وقت للعب معهم، بالإضافة إلى المحافظة على الروتين اليومي للطفل، وتوضيح الحقائق والمعلومات له.​