في وقت الاضطرابات دائما ما تظهر الفرص أمام المستثمرين في أسواق المال، رغم التراجعات التي تشهدها كافة أسواق الأسهم والسلع.

ومع العزلة التي فرضها فيروس كورونا على الأسواق، زاد الطلب على الخدمات التي توفرها بعض شركات التكنولوجيا، وهو ما ساهم في زيادة أسعار أسهم تلك الشركات.

وباتت إجراءات العزل ولا سيما في المدن الكبيرة والأسر الميسورة أمرا سهلا ومريحا مع إمكانية العمل من المنزل والحصول على التشخيص الطبي عن بعد، وممارسة الرياضة عبر التطبيقات أو الأجهزة الموصولة ووسائل الترفيه بالبث التدفقي.

وفي الصين وكوريا الجنوبية ودول أخرى، تشهد الخدمات المتوافرة عبر الحوسبة السحابية "كلاود" ارتفاعا صاروخيا، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وفي حين تسجل الأسواق المالية تراجعا كبيرا، "ارتفع سعر سهم شركة زوم 40% في فبراير بفضل الطلب الكبير على تكنولوجيا العمل عن بعد"، وفقا لموريس جرارد المحلل لدى "فيوتشرسورس".

اجتماعات عبر الفيديو

وأضاف: "الشركة المتخصصة في الاجتماعات عبر الفيديو شهدت ارتفاعا غير مسبوق في عدد المستخدمين في فترة زمنية قصيرة".

وعند الساحل الغربي للولايات المتحدة، أوصت عدة مجموعات كبيرة من أمثال "أمازون" و"مايكروسوفت" و"جوجل"، موظفيها بالعمل من المنزل ولا سيما في منطقة سياتل مركز انتشار الفيروس في الولايات المتحدة.

وقد تسهم حالات الاستخدام الناجمة عن انتشار "كوفيد-19" في زيادة الاستثمارات في هذا القطاع، ويشهد البث التدفقي من موسيقى وأفلام وألعاب، وشبكات التواصل الاجتماعي إقبالا متجددا أيضا.

ومن المتوقع أن تشهد أسهم شركتا "نت فليكس" و"ديزني" ارتفاعات قوية، مع توقعات بزيادة الاشتراكات وزيادة الإقبال على خدمات البث الرقمي بوجه عام في وقت يميل به الناس نحو تجنب الخروج إلى الأماكن العامة لتجنب الإصابة بالفيروس، بحسب ما ذكرته شبكة "فوكس بيزنس".

خدمات الترفيه الرقمية

وقال كريج هوبر، المدير التنفيذي لهوبر للأبحاث، للشبكة الأميركية إن "تصاعد الأزمة المتعلقة بالفيروس تسبب في تجنب خروج الناس من منازلهم، من المرجح أن يتسبب هذا الأمر في قفزة باشتراكات خدمات البث الرقمي الترفيهي الكبرى على غرار نت فليكس وديزني بلس".

وتابع: "إذا ما كنت محتجزا في منزلك فخيارك الوحيد على الأرجح للترفيه هو التلفزيون أو مشاهدة الاشتراكات في خدمات الترفيه الرقمية".

وأضاف هوبر أيضا أن ارتفاع نسب المشاهدة لخدمات البث الرقمي الترفيهي سيصاحبه زيادة في أعداد المشتركين الجدد وهو ما سينعكس في نهاية المطاف على النتائج المالية لأسهم تلك الشركات.

وارتفع سهم "نت فليكس" نحو 17% منذ مطلع العام الجاري في وقت وصلت به القيمة السوقية للشركة 161.8 مليار دولار في وقت تكتسي به غالبية مؤشرات وأسهم "وول ستريت" باللون الأحمر منذ مطلع العام الجاري.

زخم متوقع

وأضافت شركة "نت فليكس" الربع الماضي نحو 8.8 مليون مستخدم عالميا بما يتخطى توقعات المحللين، وتوقعت الشركة إبان الإعلان عن نتائج الربع الأخير من العام الماضي إضافة نحو 7 ملايين مستخدم جديد خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري.

بيد أن التوقعات التي أعلنت عنها الشركة في حينه لم تتضمن التبعات المتوقعة لفيروس كورونا المستجد وما قد يسفر عنه الفيروس في زيادة أعداد المشتركين.

ولكن الرئيس التنفيذي لـ"Reach TV" أشار في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" إلى أن خدمات البث الرقمي قد تتكبد المزيد من المصاريف لإنتاج المزيد من الأعمال مع توقعات بارتفاع الطلب على منتجاتها.

وأشار لينوود بايدن إلى أن المنصات التي تدعم الإعلانات ستكون من أكثر المستفيدين من الزخم المتوقع في الطلب عليها مع قفزة متوقعة في إيرادات الإعلانات بخلاف المنصات التي تعتمد على المشتركين كمصدر رئيسي لإيراداتها.