+A
A-

العوضي: الاقتصاد الرقمي يرفع نصيب الفرد البحريني من النتائج المحلي

قال رجل الأعمال السيد يعقوب العوضي، إن تحول مملكة البحرين نحو الاقتصاد الرقمي يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، ورفع نصيب الفرد البحريني من هذا الناتج، معتبرا أن التحول الرقمي قد يكون له أثر إيجابي على الشمول المالي والاجتماعي، وزيادة فرص الحصول على خدمات رعاية صحية وتعليمية عالية الجودة.

العوضي وهو الرئيس التنفيذي لشركة "إن جي إن" العالمية المتخصصة بأنظمة المعلومات، أكد في هذا الإطار أهمية زيادة ما يسمى بـ "رأس المال المغامر" المتاح لتمويل الشركات الناشئة في البحرين، وتعزيز حضور الكوادر البحرينية في الوظائف والصناعات الرقمية، إضافة إلى زيادة عدد طلبات براءات الاختراع في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتطوير البنية التحتية لتحسين المعروض من منتجات وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات.

واعتبر أن مملكة البحرين تمتلك جميع عناصر الاقتصاد المعرفي وهي وجود بنية تحتية مجتمعية داعمة، والربط الواسع ذو الحزمة العريضة، والوصول إلى الإنترنت، ومجتمع تعلم، وعمال وصناع معرفة لديهم معرفة وقدرة على التساؤل والربط، ومنظومة بحث وتطوير فاعلة.

وأكد العوضي أن جميع البحرينيين معنيين بشكل أو بآخر بالخطة الوطنية للتحول نحو الاقتصاد الرقمي، حيث تتجاوز معدلات استخدام الهواتف الذكية نسبة 170%، كما أن معظم البحرينيين لديهم حساب على وسيلة تواصل اجتماعي أو أكثر، وهي معدلات تتجاوز حتى مثيلاتها في الولايات المتحدة نفسها، مشيرا إلى الاستعداد الجلي من جانب معظم البحرينيين لاحتضان المنتجات الرقمية الجديدة.

على صعيد ذي صلة اعتبر العوضي أن تحول البحرين مبكرا نحو الاقتصاد الرقمي يجعلها أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي يحملها، وهي تحديات قادمة لا محالة، ومن بينها سيطرة الشركات متعدّدة الجنسيات على الإنتاج العالمي، وتكبيل الشركات الوطنية الصغيرة بمعايير وشروط (معلوماتية رقمية) لا تتوفر لها، وفتح الأسواق ورفع الحواجز عنها لتسهيل التحكم فيها من الشركات الكبرى بما تمتلكه من شبكات ومعلومات وتقني، وحفاظ الشركات الكبرى على قيادة التحديث والتجديد في علام البحوث والتطوير بحيث تبقى الوحدات الإنتاجية الصغيرة تحت سيطرتها، والدخول إلى المجتمعات وتغيير معتقداتها وأنظمتها وطرق معيشتها.

وقال "عندما ننظر إلى شركات التقنية الأمريكية أو الصينية مثل فيسبوك وجوجل وعلي بابا نجد أنها تربح من كل مكان في العالم، وهذا ما أدى إلى زيادة نزوح الأموال نحو الولايات المتحدة والصين دون عوائق، وأصبح القائمين على تلك الشركات يملكون ثروات هائلة جدا تقدر بما تملكه عشرات الدول النامية مجتمعة"، وأضاف "من هنا تكمن أهمي الإسراع في التحول نحو الاقتصاد الرقمي في البحرين وتحقيق نوع من التوازن بين صادرات وواردات السلع الرقمية".

هذا وقد احتلت الولايات المتحدة الأمريكية صدارة الدول في الاقتصاد الرقمي حيث بلغ حجم التجارة الإلكترونية حوالي 35 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الأمريكي، بينما احتلت الصين المركز الثاني بواقع 34.8 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي.

وأكد العوضي في هذا الخصوص أهمية الإسراع في تطوير منظومة التعليم في البحرين بما يضمن تأهيل الخريجيين لشغل الوظائف الناشئة عن التحول نحو الاقتصاد الرقمي، معتبرا أن الاقتصاد الرقمي سيوفر فرص عمل نوعية جديدة، لكنه سيلغي الكثير من الوظائف التقليدية التي نشهدها اليوم، وقال "لا اعتقد أن وظيفة معلم مدرسة أو سائق حافلة أو موظف خدمة العملاء أو مدقق مالي أو صراف بنك".

على صعيد ذي صلة لفت العوضي إلى أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في البحرين معني بشكل أساسي بالتحول نحو الاقتصاد الرقمي، وذلك اعتمادا على قدرة كيانات هذا القطاع من شركات معلومات واتصالات على المساهمة في الخطة الوطنية للتحول الرقمي، ونوه العوضي في هذا الإطار بدور وزارة المواصلات والاتصالات في تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات ككل في مملكة البحرين، والسعي الدائم لتعزيز ركائز هذا القطاع من خلال تطوير البنية التحتية والتشريعات وغيرها، وإعلان خطط وطنية متتالية للاتصالات، كما أشار العوضي إلى أهمية الدور الذي تقوم به هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في تطور أنظمة الحكومة الذكية الرقمية، خاصة وأن التحول الرقمي في القطاع الحكومي يزيد الإنتاجية ويسرَّع الأداء ويحسِّن رضا المتعاملين وينعكس إيجابا على مختلف مسارات التنمية.

وقال "يظهر لنا جليا بناء على جميع تلك المعطيات أن أمام البحرين فرصة لتحويل اقتصادها إلى اقتصاد رقمي رائد وتحقيق فوائد اقتصادية واسعة النطاق إذا تمكنت من توحيد جهود كافة الأطراف المعنية وحشد طاقاتهم للتركيز على تطوير نماذج رائدة من الحوكمة والأعمال والتمويل والمواهب البشرية في المنطقة".