العدد 3754
الخميس 24 يناير 2019
banner
على مفترق البطالة
الخميس 24 يناير 2019

صرت أتردد أكثر من مرة عند السؤال عن أقرباء أصدقائي لئلا يقال إن فلاناً يصارع “الخبيث”، لشدّة انتشاره وتحوّله إلى شأن يومي، وأتردد أن أسأل عن أبنائهم، فكلما سألت عن الأبناء – في الآونة الأخيرة - قيل لي إنهم عاطلون، وحاولوا مرات ولم يوفقوا... فينزلق ذلك السائل المرّ في الحلقوم.

علامات المستقبل المنظور – على الأقل – لا تشير إلى أننا إزاء فترات هي الأفضل في تاريخنا المعاصر، وما “التوازن المالي” و”التقاعد الاختياري” و”ضريبة القيمة المضافة”، إلا بعض من تجليات هذا المستقبل الذي يقول إن علينا زيادة ثقوب الأحزمة لأننا سنشدها حتى حدّها الأقصى، فالأوضاع الاقتصادية الجديدة غير مبشرة، وهي في أفضل الأحوال، ومع كل التدابير، ستكون قادرة على حفظ التوازن وحسب، وليست كفيلة بأن تقودنا إلى البحبوحة ذات يوم.

السيناريوهات الثلاثة التي يطرحها تمدد مظلة البطالة تتمثل في قبول الشباب وظائف دنيا بسيطة في ظل عدم شح الأعمال المجزية التي تتناسب مع شهاداتهم، مما يجعل مستوى الحياة ينتكس، وتستغني الأسر الجديدة الصغيرة عن الكثير من الأمور مثل انتقاء التعليم الأفضل، وهذا يعني تناسل أجيال متواضعة التحصيل، وما يصحب الفقر الظواهر الاجتماعية الشاذة والمتطرفة التي يعيبها الناس اليوم في الدول الفقيرة.

والسيناريو الثاني يشير إلى الرغبة المتزايدة في العمل بالخارج، والحديث المتزايد أيضاً عنه بين الشباب وأولياء أمورهم، وهذا يحتاج إلى إصغاء جيد من متخذي القرار لأن البحريني، والخليجي عموماً، له أرجل ثقيلة على العمل في بلدان المنطقة، فما بالنا بالهجرة كلياً طلباً للعمل.

هذا الوضع لا يحتاج  إلى شركات الاستشارات الأجنبية لتعلمنا من وضعنا ما لم نكن نعلم، أو ندّعي أمامها هكذا، ولكنه يحتاج إلى دراسة الوضع، وقوانين ملزمة لضبط سوق التوظيف، وكثير من الجدية واستشعار الخطر الداهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية