البحرين تنتظر العرس الانتخابي اليوم، والذي سيتم خلاله انتخاب أعضاء مجلس النواب في ظروف بالغة الأهمية بالنسبة للبحرين والمنطقة برمتها، فالبحرين رغم كل الظروف التي جرت ورغم كل ما يحيق بالمنطقة من أخطار ومخاوف، حافظت على مسارها الديمقراطي واحترمت كل الاستحقاقات الديمقراطية ولم تثنها الظروف أو تعطلها عن استكمال المسيرة الديمقراطية التي هي صلب المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد.

كان البعض يعتقد أنه قادر على عرقلة الحياة النيابية وجر البلاد إلى حالة من الاضطراب والفوضى والاستفادة من المؤثرات الخارجية وخلط الأوراق ولي ذراع الدولة البحرينية المستقرة، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل ولم يحقق أصحابها سوى عزل أنفسهم عن الحياة السياسية بعد أن انكشفت كل أوراقهم وثبت لدى الجميع أن أجندتهم غير وطنية.

البحرين قادرة على كشف المؤامرات ومحاصرة أصحابها، لأن قيادتها الحكيمة تتعامل مع شعبها بشفافية تامة وليس لديها ما تخفيه، القيادة البحرينية أهدافها واضحة وهي المحافظة على استقرار الدولة ومواجهة التطرف والإرهاب، إلى جانب السعي الدائم إلى الارتقاء بأحوال الشعب البحريني اجتماعيا وصحيا وتعليميا.

لذلك لابد ونحن على أعتاب استحقاق ديمقراطي جديد أن نوجه رسالة إلى كل من الناخبين والمترشحين، نقول للناخبين إن حضوركم وتصويتكم في هذه الانتخابات واجب وطني وشهادة أمام الله وأمام الوطن بأنكم حريصون على تقدم البحرين وصنع استقرارها وإظهارها بصورتها الحقيقية المحترمة أمام شعوب العالم. حضوركم هو الذي سيبين للعالم مدى تقدم وثقافة الشعب البحريني وقدرته على صياغة حاضره ومستقبله وبالتالي طمأنة كل من يريد أن يستثمر أمواله على أرض البحرين، بينما التكاسل أو التقاعس عن أداء هذا الواجب يوصل رسالة سلبية جدا عن الدولة لدى شعوب العالم.

أما المترشحون فنقول لهم إن عليهم أن يكونوا معبرين عن هموم الناس بواقعية وأن يحترموا عقلية المواطن البحريني بالبعد عن رفع الشعارات غير الواقعية التي تخاطب العواطف دون العقول وتضع الناس أمام أوهام سرعان ما يفيقوا منها ويشعروا بالصدمة، لا تصوروا أنفسكم ككائنات أسطورية ستصنع للمواطن كل شيء وستطير به في الفضاء إلى آفاق بعيدة.