العدد 3543
الأربعاء 27 يونيو 2018
banner
تحرير الحديدة وخطط الحوثي الإيرانية (1)
الأربعاء 27 يونيو 2018

ربما لا يلاحظ الكثيرون أن أخبار الدعم الإنساني الإماراتي لليمن تسبق أخبار المشاركة والدعم العسكري لقوات المقاومة اليمنية المشتركة، وربما لا يلاحظ المغرضون أن التركيز الأساسي لدول التحالف العربي يستهدف الشق الإنساني والإغاثي، على اعتبار أن المعركة العسكرية هي معكرة سهلة وبسيطة بكل الحسابات والمعايير العسكرية لولا إجرام عصابات الحوثي والميلشيات التي تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، حتى أنها نشرت الدبابات والمدافع بين المنازل ووسط الأحياء السكنية ونشرت القناصة فوق المباني من أجل استدراج قوات المقاومة لحرب شوارع تزهق فيها أرواح الأبرياء المدنيين من الشعب اليمني الشقيق.

لم تكن خطة ميلشيات الحوثي في الحديدة خطة للحرب بل خطة لتجويع السكان ونشر الأمراض والأوبئة والمتاجرة إعلامياً بكل ذلك من أجل الضغط الدولي على دول التحالف لوقف عملياتها العسكرية لإنقاذ الحديدة واليمن بأكمله، تشير التقارير الإعلامية المحايدة الواردة من الحديدة إلى ملامح خطة الحوثي، فغالبية شوارع المدينة مقطوعة بالخنادق، وهناك انتشار كبير للدبابات والمدافع والقناصة وعناصر الميليشيات، التي تجبر السكان على النزوح من أجل التقاط الصور ومفاقمة الضغوط على قادة التحالف، كما حولت الميليشيات مساجد الحديدة إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية، ومنعت المصلين من دخول تلك المساجد التي جرى تطويقها بنقاط تفتيش في مداخل ومخارج الأحياء السكنية.

الخطة الإيرانية الحوثية كانت باختصار صناعة كارثة إنسانية في الحديدة! فهل يعقل أن يترك مصير اليمن لمثل هذا التفكير العدمي البائس؟! بالأمس دفعت الإمارات مئات الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية لليمنيين في محافظة الحديدة وما حولها، وهناك خطة إنسانية وإغاثية شاملة تطبق بوتيرة متسارعة بناء على توجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن الجهود الإنسانية الهائلة التي تضطلع بها الإمارات ترجمة لواجبها والتزاماتها ومسؤولياتها الإنسانية حيال الأشقاء في اليمن. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .