العدد 3463
الأحد 08 أبريل 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
الشمس لا يخفيها الغربال
الأحد 08 أبريل 2018

جزيرة الابتسامة المشرقة، حافة ديلمون وضفة تايلوس وميناء أوال، دولة البحرين، وأخيراً مملكة البحرين، هي قصة طويلة ومشوقة لأسطورة مزروعة في قلب أخطر منطقة بالعالم حيث تتصارع فيها قصص النجاحات مع قصص الخيانات، جزيرة صغيرة متألقة في السمعة، زاهية منذ القدم، شراعها مع الريح رحلة طويلة مع النجاح والحسد، مع الخيانة والشرف، للأسف أغلب الناس فيها لا يعرفون قيمتها ولا يقدرون مكانتها ويستخفون بحضارتها ولا يقيمون وزناً لها، قصة مملكة كانت جزيرة الابتسامة المشرقة ومازالت رغم سرقة بعضهم تلك الابتسامة منها، تعيش في قلب التناقض ورغم ذلك يشرق منها الكتاب والمفكرون والمبدعون ولكن يسرقهم أولئك الطفيليون والمنحدرون من سلالة الكسل والاعتماد على الجاه والمال والسرقة، لكن من يسرق حضارة عمرها من عمر البشر سوى المغفلين الذين سيصحون ذات يوم ليكتشفوا أنهم مزيفون وأن حقائق التاريخ فوق كل فقاعات الاحتيال الذي ازدهر مؤخراً.

بلدي البحرين قصة طويلة منذ عهد الغوص مروراً بعصر البترول وانتهاء بامتحان العولمة التي أكلتنا معها لأننا لم نكن مستعدين ولا بحجم يسمح لنا بمناطحتها، فقد عجزت فرنسا بعظمتها عن التغلب على العولمة القادمة من وراء المحيط الأميركي ومن غرائب العصر أن بعضنا صدق أنه ركب موجة العولمة وانتصر فيها حتى أصبحت هذه الكذبة حقيقة عند الجميع، فويل لأمة تصدق كذبتها وتحتفل بخرافتها وترتقي بكسالى البشر فيها وتصفق للكذبة وتنفي الحقيقة، ويل لمثل هذه الأمة التي إذا مات الإنسان فيها كمداً مُنح الجوائز لتدفن معه في القبر، ويل لأمة إذا ساوت بين النجاح والفشل وويل لأمة إذا كذب المرء فيها صُدْق وإذا صَدَق كُذب.

لكن تبقى جزيرة الابتسامة مشرقة بأهلها الطيبين، بقادتها راكبي الصعاب وماسحي الألم عن الإنسان أمثال خليفة بن سلمان، تظل البحرين رغم جراح الخيانة واحة للشرف والأمانة، فمن قلب المحنة خرجت بفضل أحرارها للنور، ومن لجة الموج عبرت سفينتها إلى ميناء السلام، وستمضي ابتسامتها مشرقة مادام فيها الإنسان مشرقا بالنجاح الحقيقي وليس بالاحتيال والصراخ، ستبقى مشرقة بالأمل مادام فيها الخير قائما، فالمكان الذي وُلِد فيه السلام سيظل يعيش السلام ومكتوب للبحرين أن تظل واحة للسلام رغم من يعبث بمجدها لكن ظلت عصية على الدجالين والعيارين، وإن نجحوا حيناً في خداع البعض فالشمس لا يخفيها الغربال وهذه هي البحرين مهما غطى الغربال وجهها فستظل شمسها مشرقة رغم تزايد عدد العيارين.

قصة طويلة أختصرها في سطور قليلة ولمن يفهم سيدرك المغزى من الحكاية ومن رأسه فوق ظهره فقط سيبتسم ويمر عليها كنسمة الريح لكن يبقى المغزى قائما، مهما اتسع عصر الكذب والعيارة، فالشمس لا يخفيها الغربال والحقيقة مهما التف عليها الاحتيال سيكشف الزمن حقيقة من أعطى ومن نهب.

تنويرة:

ازرع الورد حتى لو كان جارك يزرع الشوك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .