العدد 3416
الثلاثاء 20 فبراير 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الإخوان والتستر بالديمقراطية
الثلاثاء 20 فبراير 2018

لعل أول مأخذ على الإخوان المسلمين، على الأقل عندنا نحن في الخليج، هو هدفهم الأولي والأزلي بإزالة الأنظمة الحاكمة في الخليج والعالم العربي والإسلامي أيضا، والسيطرة على الدولة وقيادتها وحكمها وفق منهجهم ورؤيتهم السياسية التي يضعها عندهم المرشد العام ومجلس الشورى، وهو الغطاء الشرعي والديمقراطي للطبقة الدكتاتورية التي تقود التنظيم وتضع سياساته العامة وتعمل على تطبيقها، بدعم طبعا من القواعد المجتمعية. فالأنظمة الخليجية في نظر الإخوان المسلمين - سواء منظريهم الأوائل والحاليين أو الصف الثاني وجماهيرهم - أنظمة وراثية لا تحكم بما يسمى عندهم بالنظام والشريعة الإسلامية التي يدعون انتهاجها، لهذا فإن الخليجيين، كمجتمع أو أنظمة حاكمة، أدركوا بما لا يدع مجالا للشك أن الاستيلاء على الحكم هو هدف أزلي لهذه الجماعة، وأن الدخول للبرلمان أو المشاركة بالعملية الانتخابية، خطوة أولى لهذه الجماعة للاستيلاء على الحكم، كما فعلوا بمصر عندما فازوا بانتخابات كان الفرق فيها بين المرشحين ضئيلا جدا، وحينها حاول ممثل الإخوان المخلوع مرسي التلاعب بالدستور، من خلال محاولته تحصين قراراته عن المساءلة الدستورية والشعبية، مما جعل شعب مصر ينتفض ويطيح بحكم الإخوان ومرسي بثورة 30 يوليو التي أنهت حلم الإخوان المسلمين بحكم مصر نهائيا وتخلي الشارع المصري عن دعمهم.

80 مليون مصري حتى هذه اللحظة يعيشون حياتهم طبيعية، ولا يهمهم مرسي ولا المرشد ولا بقية الأعضاء، وهي رسالة واضحة يجب أن يدركها الإخوان المسلمون، هي أن مصر منبع أرض الإخوان لم تعد تكترث لهم، ولا لآيديولوجياتهم وتنظيراتهم وفلسفاتهم السياسية سواء تجاه العملية الديمقراطية أو تجاه المجتمع نفسه، ولا أعتقد أن الإخوان قادرون على تغيير هذا الانطباع المجتمعي عنهم على المدى القريب، فلابد للكذب من نهاية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية