من غير جدال نحن على معرفة يقينية بأن الأنظمة الشمولية تستخدم شعوبها ولا تخدمها، وهي تنفق من جيوب مواطنيها وتكلفهم الكلف الثقيلة لسداد نفقات مشاريعها، وبالنسبة للنظام الإيراني كلنا نتذكر ما كان يبديه خميني في منفاه الباريسي من زهد في المال والسلطة، لكنه بعد أن نجح في سرقة ثورة الشعوب الإيرانية وإسقاط دكتاتورية الشاه أسقط قناعه الزائف وأبرز دكتاتورية الشاه المعمم التي أفرغت جيوب المواطنين الإيرانيين ووضعت مقدرات إيران في خدمة سياسات تصدير الثورة والتمدد الامبراطوري بلباسه الديني الطائفي في منطقة الشرق الأوسط العربية وفي آسيا وأفريقيا وفي الاندفاعات العدوانية في التسلح وصناعته وتجنيد المقاتلين الأجانب للقتال بالنيابة لتنفيذ أجانيد خميني ومن بعده ورثته.

وخلص تقرير أوردته شبكة فوكس نيوز الأميركية إلى أن خسائر الإيرانيين من ولاية الفقيه تبلغ زهاء 55 مليار دولار، حيث تنفق الحكومة الإيرانية مليارات الدولارات على برامجها التسلحية وتدعم الإرهاب حول العالم، بينما تتجاهل الاحتياجات الأساسية لمواطنيها.

وأصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تقريرا أفاد أن الانتفاضة التي شهدتها إيران في يناير الجاري ضد النظام الحاكم تُعزى إلى الضغوط الاقتصادية الواقعة على كاهل الشرائح الاجتماعية في المجتمع، وأوضح التقرير الذي نشرت نتائجه شبكة فوكس نيوز أن موجة الاحتجاجات التي اجتاحت إيران مؤخرا اندلعت نتيجة قيام السلطات بتخصيص مواردها للقمع المحلي، والحروب الخارجية، وتوسيع نطاق الأعمال الإرهابية بالخارج، وهو ما أدى إلى انتشار الفقر والحرمان بين الإيرانيين.