العدد 3393
الأحد 28 يناير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
هل المطلوب استنزاف البحرين... ولماذا وإلى متى؟
الأحد 28 يناير 2018

قدر لبلدنا البحرين أن تكون خط الدفاع الأول وجدار الصد المنيع ضد الهجمة التآمرية على المنطقة، لكن السؤال إلى متى ستتحمل البحرين وحدها مكشوفة بلا درعٍ خليجي كلفة هذا الجدار؟ أرجو أن تكون هذه الرسالة التي تعبر عن نفاد صبر شعب البحرين الطيب الصابر وحده عن تحمل تكلفة جدار الحماية عن بقية الدول في مواجهة زلزال المنطقة الذي يوشك أن ينفجر في وجه الجميع؟ إن كان لا أحد يجرؤ على التصريح مجاملة فإلى متى نتحمل هذه التكلفة وحدنا مقابل ثمن زهيد يأخذ البعيد ضعفه عنا مضاعفاً؟ إن دفاعنا كخط مواجهة في وجه المؤامرات على المنطقة هو مصدر فخر واعتزاز لحماية جبهة المنطقة من خلال تحملها التصدي لمحاولة النيل من دول المجلس، لذا نأمل من أشقائنا تقدير هذا الدور الذي يبدو أن البعض تناساه.

البحرين قدر لها أن تكون في واجهة التصدي لكل التحديات، فكل أعداء المنطقة عندما يستهدفون المنطقة بالشر أول ما تبدأ محاولاتهم الخبيثة بالبحرين انطلاقاً من كونها في اعتقادهم الدولة الأصغر والأقل مورداً والأكبر طابوراً خيانياً فيها، ولكن التجارب والمحاولات الفاشلة أثبتت أن البحرين كانت الحائط المانع والجبهة الأقوى التي تصدت لكل هذه المؤامرات التي استهدفت المنطقة، وليت الإعلام المحلي والخليجي يدرك هذه الحقيقة التاريخية التي تعود جذورها للقرنين التاسع عشر والعشرين، إذ كانت البحرين وجهة كل المتآمرين عليها وكانت هدف كل محاولات غزوها والسيطرة عليها على أساس أن سقوط البحرين سيكون المدخل لإسقاط بقية دول المنطقة، لاعتقادهم أن البحرين الحلقة الأضعف في سلسلة الدول الخليجية، لكن الصدمة التي وقعوا فيها اتضح لهم من خلالها أن البحرين لم تكن الحلقة الأضعف بل الحلقة العصية، وإن كانت الأصغر لكنها كانت الحلقة الأصلب والأقوى.

ما يؤكد ذلك ويثبته رغم تجاهل البعض له، مجاملة أو تحيزاً أو تناسياً، هو أن كثيرا من محاولات الاختراق لقوى التآمر تمكنت من التغلغل في بعض دول المنطقة ومنها قطر التي لم تستطع بعد عقود من التخفي وراء قناع الوحدة الخليجية أن تخفي سقوطها في حضن هذه المحاولات التي اختطفتها وحولتها لحصان طروادة في المنطقة وخنجر في خاصرة شعوب المنطقة، بالإضافة لجيوب المحاولات في دول أخرى للأسف لم تع خطورة هذه المؤامرات فأصبحت هدفاً لها، لكن البحرين بفضل وعي أبنائها وحكمة رجالها وعلى رأسهم سمو رئيس وزرائها بحزمه تمكنت من دحر كل المحاولات الخبيثة التي لم تستهدفها هي فحسب بل كان المطلوب المنطقة برمتها واختيرت البحرين لأنها في تصورهم الحلقة الأضعف، وليت أشقاءنا في قطر والكويت وعُمان يدركون هذه الحقيقة الصارخة قبل فوات الأوان بأنهم مستهدفون في مصيرهم مثلنا لولا أن قوى الشر اختارت البدء بالبحرين لظنهم ضعفها، وتحملت البحرين كحائط صد الدفاع عن المنطقة بصمودها وانتصارها على محاولات التآمر، وهذا ما يجب أن نتيقظ له ونفخر به في الوقت ذاته.

تنويرة:

لا تخش الحياة إن هزمتك يوماً، بل اخشها إن لوحت لك بنصرٍ دائم، لا توجد هزيمة دائمة ولا نصر دائم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .