يفترض أن يتعامل الإعلام العربي مع حالة غليان الشارع الإيراني على نظام الديكتاتور خامنئي وأتباعه بشكل بالغ الاتساع والشمول، فهذه القضية تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن والاستقرار العربي الذي حاول النظام الإيراني منذ مدة طويلة جدا العبث به واجتهد في التدمير والتفريق، فإيران جندت كل الموارد والمعلومات والطاقات والعناصر لإثارة الفوضى وزرع الإرهاب في الدول العربية متعاونة مع الخبثاء والعملاء والخونة، حيث وجدت فيهم قوة جديدة تنقل بعض مظاهر حقدها وغلها على العروبة والإسلام، ونعرف أن نظام الملالي وضع أكثر من 100 قناة إن لم يكن العدد أكبر، تبث من العراق ولبنان وإيران، متخصصة في شتم وسب وقذف قادتنا، وتزوير الحقائق وإثارة الفتن والطائفية، وجاء الوقت للرد عليهم والتواجد في أرضهم ومحاربتهم بنفس السلاح الذي رفعوه في وجوهنا والتحرك بوتيرة أسرع في هذه المرحلة وضرب إيران من خلال الإعلام ودعم انتفاضة الشعب ضد الملالي.

إن كانت للإعلام العربي قوة فيجب أن تركز هذه القوة على ما يحدث اليوم في الشارع الإيراني بشكل مباشر وغير مباشر، ويكون هناك نوع من التعبئة الشاملة ماديا ومعنويا والإعداد الكامل والتنظيم والاهتمام برفع الروح المعنوية للشعب الإيراني الذي خرج عن بكرة أبيه ضد الطغاة واللصوص، ليس على مستوى الصحف فحسب، إنما على مستوى الفضائيات وكل المرابطين على جبهات وسائل التواصل الاجتماعي، فسقوط  نظام الملالي ومجتمعهم الفاسد يعتمد إلى حد كبير على دعم ماكينة الإعلام العربي في ميدان الحرب والصعود فوق المنصة والهتاف بتحفز وشوق، لنفعل بهم كما فعلوا بنا ولكن الفرق هنا... نحن على حق وهم على باطل، وأنا أقول الحقيقة دون زيادة أو نقصان.

طبعا قناة “الجزيرة” تحولت إلى مركز ثابت للتآمر على البلدان العربية والدفاع عن نظام ملالي طهران، ورأينا جنونها وإفلاسها المستمر في فبركة أخبار عن خروج مظاهرات تناصر نظام خامنئي، وفي هذا المجال لابد من إعطاء الأشياء والأحداث أحجامها الحقيقية، لكن ما يهم اليوم هو عدم تخاذل الإعلام العربي في هذه المواجهة الجدية والعمل على تعبئة الشعب الإيراني الذي يبدو أنه بدأ يحقق الانتصارات والمكاسب.