العدد 3340
الأربعاء 06 ديسمبر 2017
banner
بلا حدود علي مجيد
علي مجيد
مََنْ ينقذ اللاعبين مِنْ جبروت الأندية؟!
الأربعاء 06 ديسمبر 2017

بكل تأكيد ودون أدنى شك، للوهلة الأولى من قراءة عنوان المقال فقط ستتحرك مشاعر إدارات أنديتنا الموقرة، وستفور من الهيجان والغضب، لماذا؟ لأنهم يَرَون أنفسهم ملاك الرحمة وبلسم الجروح ومصدر أمن وأمان لكل لاعب ينتمي للكيان الذي يعملون تحت مظلته!

حديثنا اليوم بكل تأكيد ليس على كل إدارات الأندية وإنما البعض طبعاً، وهؤلاء يعرفون أنفسهم تماماً كالمثل القائل “اللي على راسه ريشه يتحسسها”، فهنا يقع عليهم اللوم والعتب؛ لأنهم وفِي حقيقة الأمر غير جديرين بتولي المناصب التي تحصلوا عليها وأصبحوا عبئاً ثقيلا غير مرغوب فيهم بسبب سياسية العنترية والتفرد بالقرارات الظالمة بحق لاعبيها دون النظر لأساس المشكلة ومن سببها والمتسبب فيها، في موقف يثبت بالدليل القاطع “عظمة جبروتها”، وأنها سبب رئيس في نفوق المشاكل التي من شأنها تعصف بالعلاقات بينها وبين لاعبيها!

كم كنت أتمنى أن أطرح أسماء تلك الأندية “ناديا تلو الآخر”، وماذا تفتعل من خطوات أقل ما يُقال عنها أنها “حمقاء”، ولكن أسباب كثيرة تمنعني عن ذلك وفِي مقدمتها، خشيتي من تعرض لاعبيها المظلومين للأذى أكثر مما هو عليه الآن، ولكنني سأتحدث بشكل عام؛ لأني استهدف من مقالي هذا إيصال الرسالة لأكثر من جهة، ومنها جماهير تلك الأندية المغلوب على أمرها، وتعيش في واقع مخدر بالكلام المعسول والمغلوط، عسى أن تستفيق وتنصف اللاعبين بدل التهجم عليهم كما هو حاصل حالياً للأسف، ومنها للاتحادات الرياضية التي لابد أن يكون لها موقف صارم وحاسم.

لاعبون يُصدر بحقهم عقوبات الإيقاف والحرمان بين ليلة وضحاها وملفات الأندية والاتحادات تشهد بذلك، وحينما يُسأل عن السبب ترى العجب بأعذار وحجج سرابية للإدارات التي تنحصر بين “تمادي اللاعبين في مطالبهم والتفكير في المال فقط وعدم مراعاة ظروف النادي، فضلا عن الأسطوانة المشروخة المتعلقة بالولاء والإخلاص”!

نعم، نعيش في زمن الاحتراف، لكن أنديتنا تفتقر ذلك المعنى “قولاً وفعلاً”، وخصوصاً على المستوى الثقافي، وهي مازالت تتغنى بزمن الولاء والحب والتضحية، متناسية أنها السبب الأول والأخير فيما يحدث من مشاكل، كيف؟ لأنها تبرم عقوداً مع كل لاعب بمبالغ باهظة، ولكنها لا تلتزم ببنود العقد في صرف المبالغ والرواتب الشهرية، كما تطالب اللاعب بالالتزام والانضباط في التدريبات اليومية والانصياع لأوامرهم، ويمضي شهراً وعاماً وعاماً آخر ومستحقات اللاعب في مهب الريح، حتى يصبح ذلك المبلغ “الشحيح” الذي عجزت الادارة في صرفه وقتها، مبلغاً كبيراً يحتاج “حك المصباح السحري” لتوفيره!

فالأندية تتعذر “شكلياً” من ضعف الموارد المالية بداعي كثرة الألعاب وزيادة المصروفات، رغم أن هناك ألعابا معينة ولاعبين محدودين يتحصلون على رواتبهم أولاً بأول وبمبالغ كبيرة والشواهد كثيرة. وهنا أطرح تساؤلاتي. أين الضرر إذا طالب اللاعب بمستحقاته المالية، ولماذا لم ولا تلتزم الإدارة في صرفها كما هو منصوص في العقد المبرم بينهما، ولماذا تطالب بالصبر ومراعاة ظروفها، وهي لا تنظر ظروف اللاعب الذي صبر كصبر أيوب على بلواه، ولماذا فوق كل هذه المعاناة التي يعيشها اللاعب يكافأ بعقوبة الإيقاف رغم أنه لم يطالب إلا بحق من حقوقه “شرعاً وقانوناً”، وما هو البند الذي استندت إليه الإدارة في إصدار عقوباتها؟

تحديدًا..

- يجب على الاتحادات الرياضية أن تستحدث لجانا خاصة تكون ملاذاً للاعبين المهضومة حقوقهم، وأن تشرِّع قوانين وعقوبات بحق الأندية التي تتفرعن بتصرفاتها وقراراتها دون وجه حق. كما يجب على الاتحادات قبل كل موسم رياضي أن تتطلع على كشوفات الأندية لتتأكد من صحة عقودها مع اللاعبين والتزامها بصرف مستحقاتهم، دون وجود متأخرات وما شابه وبخلاف ذلك ينزل بهم عقوبات وغرامات تردعهم بمعنى الكلمة؛ حتى تسير المنظومة الرياضية بشكل انسيابي وفق بيئة صحية للعمل!

- رياضتنا لن تتطور أبداً طالما الأندية تفتقد ثقافة التعامل مع لاعبيها، وتتعامل معهم كـ “الجواري” التي تتحكم بمصيرها كيفما أرادت وبما تشتهي.. ويا حبذا لو توفرت دورات “علمية عملية” لمن يستهوي شغر عمل الإداري.

- هناك جماهير تتفهم معاناة اللاعبين في مثل هذه الظروف، وتكون لهم “عونا” وداعما معنويا، فيما هناك آخرون يصبحون “فرعون” ويصفون صفاً واحداً مع الظالم على المظلوم، لحاجة في نفس يعقوب بكل تأكيد، وهذه الطامة الكبرى!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .