العدد 3239
الأحد 27 أغسطس 2017
banner
لماذا نُشْغل بعضنا بعضاً؟
الأحد 27 أغسطس 2017

هناك للأسف من داخلنا، أي من نسيج نظامنا الذي يفترض أن يقوى بهؤلاء الذين يريدون إشغالنا عن مهامنا الأساسية، وهي تحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي، فأهم مهمتين اليوم للدولة لا ثالث لهما الأمن والازدهار الاقتصادي الذي تمتعنا به سنين طويلة، عاش خلالها المواطن في بحبوحة رخاء كان ينام الليل ولا تشغل باله هموم الصباح، وهو يطالعها كل يوم في الصحافة، وهي تعلن عن حزمة إجراءات جديدة توقظه من حلم اليقظة الذي يسبح فيه. لا شيء تغير نحن بخير، والحمد الله، ومن الطبيعي أن لكل حقبة ومرحلة وضعها، ولكن ما ليس طبيعيا أن نُشْغَل بأمور من الممكن ألا نُشْغل بها، وأن نتفرغ للبناء والتنمية وتحقيق الازدهار من خلال وجود عقليات وكفاءات وطنية تفكر وتبتكر وتكتشف الحلول وتحل المشكلات دون الإضرار بالغير أو حتى إشغال الدولة بهذه الأمور، فالوزير في السابق كان يحل مشكلات وزارته، ويعالج الأوضاع المسؤول عنها من دون أن يشغل حكومته ودولته بتفاصيل إجراءات ليس في الوارد أن تشغل البلد كله وتغرق الشعب في تشويش ومخاوف، ليس من مهام الوزير إشغال المجتمع، بل العكس هو الصحيح هو أصبح في مقعده كوزير؛ لأنه يختلف عن باقي الموظفين بكونه وزيراً مسؤولاً عن التفكير والإبداع وتقديم الأفكار وابتكار الحلول وقيادة موظفيه للأمام، وتحقيق النتائج المرجوة، وإلا لماذا سُمي بالوزير؟ للقول فقط لا رجعة عن القرار، وهو يعلم بأن حتى رؤساء الدول في العالم يتراجعون وقت المصلحة العامة، أي مسؤولية هذه؟

البحرين اليوم والحمد لله بفضل السياسات الحكيمة للحكومة، حققت الاستقرار الأمني، وتمكنا من تجاوز المحنة، بل وخرجنا منها أقوى من قبلها، وبهذه نستحق أن نعمل بآلية مضاعفة؛ من أجل تعويض سنوات التراجع والتراخي والركود التي سببها الإرهاب والتآمر، وفي أي بلد يخرج منتصرا يفترض أن يتسابق المسؤولون فيه للعمل بطاقات جبارة؛ للحاق بالدول التي سبقتنا نتيجة المؤامرة علينا والجري بسرعات مضاعفة لتعويض الأضرار، وتحقيق الإنجاز الذي يضاف لإنجازات السنوات الماضية قبل السياسة الدمرة. كنت أتوقع من بعض الوزراء بعد المحنة تقدير الوضع وتقدير الشعب الذي وقف مع الدولة، وحمى الثوابت الوطنية بدل أن يؤلب هؤلاء الوزراء الشعب على دولته بالتصرف دون العودة للشعب عبر ممثليه في البرلمان النائم بدوره للأسف، ومن دون التشاور مع أصحاب الاختصاص، وهذا أسلوب لا يتماشى مع مرحلة ما بعد المحنة الذي يفترض التشاور والتعاضد والتسهيل قدر الإمكان على المواطن والتخفيف عنه قدر ما يمكن لا التصعيب والتعقيد وخلق الحواجز التي طالما طالب سمو رئيس الوزراء حفظه الله بإزالتها وفتح أبواب المسؤولين بدل دفعهم دفعاً لذلك، رحم الله وزراء الأمس كانوا عونا للدولة، وساهموا بإنجازات يشهد لهم الجميع.

تنويرة: كف عن تصحيح أخطاء غيرك، فأخطاؤك ذاتها بحاجة للتصحيح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية