العدد 3200
الأربعاء 19 يوليو 2017
banner
ورقة التوت
الأربعاء 19 يوليو 2017

هناك دلائل وبراهين كثيرة لا تعد ولا تحصى يمكن أن نستدل منها على دور قطر في التحالف الإيراني الولائي والتعاون بلا حدود بين الدوحة وكل ما يسيء للدول الخليجية وخصوصا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين، فحسن عدو الله زعيم حزب الشيطان الذي ما فتئ يسب ويشتم الدول الثلاث ويتآمر على السعودية والبحرين لم نسمع منه مرة كلمة ضد قطر، هل تساءلتم عن السبب؟ فرغم مشاركة قطر التي انفضحت في الحرب على الحوثيين باليمن إلا أن عدو الله لم تفلت منه عبارة واحدة ضد قطر وهذه فضيحة تعري العلاقة بين الدوحة وحزب اللات اللبناني الإيراني وهذا يكفي لندرك من هم الأعداء الذين يتربصون بالخليج العربي، وللأسف بلغت الوقاحة بقناة الجزيرة الدمرة مؤخراً أنها نزعت كلمة العربي من عبارة الخليج العربي، ماذا بقي من ورقة التوت؟!

اليوم تمر المنطقة بمنعطف خطير، فتحديات كثيرة برزت بشكل يجعل من المحيط الإقليمي على صفيح ساخن والبركة طبعاً في كل من طهران والدوحة، ففي الوقت الذي شكلت فيه طهران رأس حربة الحرب القذرة على شعوب مجلس التعاون وفي الوقت الذي خرجت الدوحة من هذا المجلس عدوا وليس عضواً فعالاً، في هذا الوقت بالذات الذي نأمل فيه التكاتف والتلاحم بين دول وشعوب المجلس تأتي الدوحة وتشق الصف الخليجي وتساهم حتى في خلق دول على الحياد ودول لا تعرف ماهيتها في الوقت الذي كنا نأمل فيه وحدة الصف وراء المملكة العربية السعودية الشقيقة قائدة العرب والأمة الإسلامية التي لم نر منها عبر تاريخها سوى الخير والمحبة لكل ما هو عربي وإسلامي، وفي الوقت الذي نرى فيه البعيد يقترب من الرياض نصرها الله، ونرى القريب يبتعد عنها وهذه والله مفارقة تاريخية لو أن أحداً منا حلم بذلك ذات يوم لما صدق حلمه ولكن للأسف هذا ما حدث.

لكن كما يقال رب ضارة نافعة، (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ)، لعل في هذه القطيعة مع قطر خيرا للمنطقة ولقطر نفسها، فهذه القطيعة جاءت لتنقذ دولا وشعوبا خليجية وعربية أيضاً مما كان يحاك، فلعل ما حدث وهو المؤكد لخير المنطقة لأنه وضع حدا للتآمر في الخفاء وكشف المسكوت عليه وعرى ما كنا نعلمه، ولكن لم نكن نجرؤ على قوله فهاهي الأقلام والحناجر انطلقت لتكشف ما نعلمه ونعرفه ولكننا كنا محصورين بحجة حسن الظن بقطر وحسن النية والتعهد بالنكوص عن التآمر ولكن اتضح أن كل ذلك ذهب مع الريح، لتسقط ورقة التوت الأخيرة.

 

تنويرة:

القدر قد يرسم طريقك لكنك أنت من تسير عليه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية