العدد 3158
الأربعاء 07 يونيو 2017
banner
خليفة بن سلمان ورؤيته للتحديات
الأربعاء 07 يونيو 2017

عبر تاريخ البحرين والمنطقة في المرحلة التي جاءت بعد انسحاب بريطانيا من المنطقة، وعبر التاريخ الطويل منذ حروب العرب مع إسرائيل وحرب الخليج الأولى والثانية وغزو العراق من قبل التحالف الدولي بقيادة بوش الأب والابن وقيام أميركا بتحطيم الجيش العربي العراقي وإخراج العراق من المعادلة العربية ثم ما أتى بعد ذلك من مشروع أوباما التدميري فيما سمي بالربيع العربي وما هو سوى ربيع الدم، وحتى الساعة التي تشهد فيها المنطقة مختلف التحديات في أمنها واستقرارها، لم ألمس طوال هذه التجربة قائدا عربيا ملك زمام الرؤية البعيدة النظر كتلك التي امتلكها بكفاءة وحكمة سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، فقد رسخت نظرته بعيدة النظر للأمور ما جعل كل توقعاته وكل تحليلاته تصب في الواقع الحي الذي نعيشه ولا أدل على ذلك سوى سياسة الحزم التي أرست دعائم الأمن والاستقرار تقابلها سياسة العطف والرعاية لمواطنيه في شتى المناحي المعيشية والإنسانية، فبقدر حزمه وعزمه وصلابة موقفه تجاه أمن الوطن بقدر رأفته وحنانه على الإنسان، هذا التوازن الدقيق والسياسة الحكيمة هي التي حمت البحرين بل شكلت نبراساً لدول المنطقة في التعاطي مع التحديات.
اليوم وفي هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه منطقتنا الخليجية والعربية وحتى العالم الذي شهد مؤخراً موجة غير مسبوقة من الإرهاب من باريس ولندن إلى بروكسل وسيدني، بحاجة لوقفة تأمل لما أصاب العالم من موجة إرهاب دولية غير مسبوقة كثيرا ما حذر منها سموه حين كانت هذه الدول كلها تشكل قاعدة انطلاق لزمر التخريب التي لجأت هناك من مختلف التيارات المتطرفة بحجة اللجوء السياسي والهروب من الأنظمة العربية القمعية لتتضح الصورة الآن حين أصبح هؤلاء رعاة الإرهاب لتأكلها هذه الدول التي لم تكن تسمع كل ما كان يقال لها عن هؤلاء، كان سموه منذ سنوات طويلة قد حذر الجميع من تحطيم الجيوش العربية وإسقاط الأنظمة العربية بحجة الثورات المزعومة حتى تحولت ساحة الوطن العربي كلها لحلبة إرهاب يعاني منها العالم كله.
كانت سياسة سموه بعيدة المدى هي التي حمت البحرين في فبراير من عام 2011 وسياسة بعد النظر هذه هي التي عالجت كل أزمة مررنا بها وخرجنا أقوى مما كنا، هذه السياسة هي التي جعلت البحرين الصغيرة الحجم المحدودة الإمكانيات دولة ذات وزن وثقل في السياسات العربية والدولية، كل ذلك تحقق من نظرة سموه البعيدة للأمور وحسه السياسي وحنكته القيادية التي تشكلت منها اليوم مكانة مملكة البحرين رغم كل المصاعب والأزمات والتحديات التي تعرضنا لها وخرجنا منها أقوى بفضل هذه الرؤية البعيدة.

 تنويرة:

 القسط هو ثمن تدفعه مقابل شراء هَمْ.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية