فعلا البحرين فخورة ومحظوظة بقائد مثل الأمير خليفة بن سلمان دام عزه، فلا يمر يوم إلا ووسام جديد يضاف لسموه لما أنجزه من مكاسب أعظمها خدمة شعبه وأبنائه، فلا شيء في أولوياته ولا مهمة في مقدمة المهام سوى رؤيته أبناءه راضين عن بلدهم مفتخرين بوطنهم، وهذه التهاني التي تنهال على سموه طوال العام من كل المحافل العربية والإقليمية والدولية هي الشاهد، فكل هذا التكريم المتوالي حول دوره الرائد في البناء والتنمية أصبح محور الاهتمام الدولي، وهذا يعكس حجم المنجزات التي تحققت طوال حقبة النهضة الشاملة التي تبوأتها البلاد، وانعكست بالخير على المواطن البحريني، فالخطط التنموية في مختلف المجالات وأهمها الصحة والتعليم والإسكان والثقافة والتنمية جعلت البحرين نموذجاً للدول العصرية.

لننظر حولنا اليوم هذه الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعصف بالدول بما فيها الدول المقتدرة التي أوقفت كل مشاريعها وعطلت كل خططها بفعل الصدمة المالية، نرى البحرين بالمقابل ماضية في التعليم والصحة والإسكان والثقافة والأشغال وغيرها من دون أن تتأثر هذه الخدمات، فالبنية التحتية في البلاد وباعتراف جيراننا في المنطقة في أعلى مستوياتها بين الدول، ولا توجد دول بهذه الإمكانيات المحدودة والشحيحة استطاعت المضي بهذا القدر وهذا الإيقاع السريع والمتوازن كا فعلت البحرين، لو كان بيد خليفة بن سلمان ربع ما لدى بعض الدول من إمكانيات لوجدنا معجزة اقتصادية لا يضاهيها أحد ورغم ذلك والحمد لله تمكنا من تجاوز الأزمات والتحديات في كل المراحل التي مرت وتمر وكل ذلك بفضل العقلية الواقعية العملية التي لا ترضخ للتحديات ولا تقف في وجهها الصعاب، فاستحق سموه عن جدارة لقب رجل الصعاب.

لو تأملنا اليوم هذه الشهادات والأوسمة والدروع التي نالها سموه خلال مسيرته في تحمل مسؤولية الحكم لوجدناها من كل الدول والمنظمات العالمية المختلفة وهي تجسيد لدوره في نهضة بلده بل في كونه نبراساً للعديد من الدول التي أرادت بإمكانيات محدودة خلق الفرصة لانطلاق المشاريع والبناء، ويكفينا فخراً اليوم لو توجهنا نحو قطاع الصحة لوجدنا الخدمات التي لا تضاهيها الدول المتقدمة، بل ربما تتفوق على الدول المتقدمة في مجال خدمة المواطن والمقيم مجاناً، وهذا لا يحدث في أي مكان بمثل هذا المستوى الراقي الذي يكفي أن يكون مستشفى حمد الجامعي نموذجاً له.

لا أستطيع أن أحصر ما فعله خليفة بن سلمان لوطنه سوى القول إنه بنى البحرين كما يجب أن تكون المعجزة بهذه الإمكانيات المحدودة، وما أنجز حتى الآن استحق ثناء العالم عليه.

تنويرة: 

عندما تتعايش روحك مع جسدك بسلام فلن تشعر بالوحدة أبداً.