العدد 3109
الأربعاء 19 أبريل 2017
banner
شراء السعادة
الأربعاء 19 أبريل 2017

دائما يكون مجلس سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله حلبة أفكار وآراء يتبادل فيها الجميع بأريحية القضايا وهموم المواطن، وأنا شخصياً أحرص على الاستماع للأحاديث والأفكار التي تطرح في هذا المجلس العامر، ومن وحي مجلس سموه هذا الأسبوع كلمة وردت على لسان سموه وهي السعادة، بعدها طرح بعض الإخوة موضوع السعادة، فهناك من قال إنه توجد وزارة للسعادة وهذا ما جرني للحديث عن السعادة. 

“الأشخاص الذين لا يبحثون عن السعادة، هم غالباً ما يجدونها، لأن أفضل طريقة لنسيان السعادة، هي في البحث عنها عند الآخرين”، مارتن لوثر.

افترض أن الذي اشترى رقماً للسيارة بـ 14 مليون درهم سعيد لأنه ببساطة سيقود سيارة رقمها  1ولاشك أن مصدر السعادة هنا هو المال وهذا لمن يملك المال ويستطيع أن يحقق به كل ما في وسعه، ولكن هل سيستمر هذا الشعور مع هؤلاء بمجرد أن يحققوا ما يشتهونه بالمال وما يتطلعون إليه؟ ألا توجد حدود للسعادة من خلال اقتناء كل ما تستطيع حتى لو اشتريت جزيرة في المحيط أو امتلكت أسطولاً من الطائرات الخاصة التي تقلك أينما أردت وفي أية لحظة تقرر، هل ستنتهي سعادتك عند هذا الحد؟

“إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا» تولستوي، أظن أن تولستوي معه حق أكثر من غيره، لأن السعادة موجودة ولكن المحفزات هي المشكلة، فهناك دول جاءت على قائمة أفضل دول في العالم من حيث سعادة الإنسان، لم تكن على رأس القائمة فيها دولة عربية رغم وجود وزارات للسعادة في هذه الدول، وكانت السويد والنرويج والدنمارك من أوائل الدول سعادة وجاءت إيران والصومال وكوريا الشمالية في نهاية القائمة وهو أمر طبيعي فالنظام السياسي في أي بلد لابد أن يكون له دور في خلق أجواء السعادة، فمثلا لو استحدثت ثلاث وزارات باسم السعادة والفرح والمرح في إيران هل سيكون المواطن الإيراني هناك سعيداً؟ بالمقابل لا توجد أية مؤسسة ولا حتى بالاسم تهتم بسعادة المواطن السويدي ومع ذلك أصبح المواطن هناك أسعد مواطن في العالم؟

ماذا عنا في البحرين؟ هل بالإمكان شراء السعادة؟ لو افترضت جدلاً أنني تمكنت من شراء أفضل رقم عُرض في مزاد أرقام السيارات ووضعته على أغلى سيارة في العالم، سامحوني لا أعرف أغلى سيارة في العالم لكن لو افترضت أنني حصلت على أفضل رقم في المزاد وأغلى سيارة هل سأكون سعيدا؟

الجواب عندكم.

تنويرة: 

روعة الحياة تكمن في الحياة ذاتها لكننا لم نفكر بذلك من قبل. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .