العدد 3075
الخميس 16 مارس 2017
banner
قبل القمة العربية
الخميس 16 مارس 2017

تنعقد القمة العربية الثامنة والعشرون في الأردن بعد أسبوعين تقريبا وسط أجواء عربية سياسية وأمنية واقتصادية بالغة الصعوبة، وبهذه الأجواء فإن الأمة العربية تمر بأسوأ مراحلها التاريخية، فتداعيات الربيع العربي لم تغادر أراضينا العربية في سوريا والعراق وليبيا وغيرها، فمازال الإرهاب سيد المكان، الربيع الذي أفسد أقطارنا وفكك مكوناتها وجزء المُجزأ منها وعرقل تنميتها وفتت شعبها، ولم يستطع التعليم والفكر العربي والثقافة العربية أن تقف في وجه تداعيات هذا الربيع الأصفر الذي ساهم مع الفساد والمخدرات في تحقيق مصالح الدول الغربية والإقليمية التي لا تريد الخير لأقطارنا العربية ولا الشعب العربي.

بجانب الصراع العربي ــ الداعشي على ترابنا، هناك صراع عربي بيني بين الأقطار، وخلافات أخرى بين باقي الأقطار العربية، وجميعها خلافات منبعها وجهات النظر والرؤى السياسية المتعارضة.

والقمة التي ستنعقد بمن سيحضر ماذا ستختلف عن القمم السالفة؟ ماذا حققت القمم السالفة للأمة العربية وشعبها؟ ما الذي لم تستطع القمم السالفة تحقيقه وستحققه هذه القمة؟ تشابهت إجراءات انعقاد كل القمم السابقة كما تشابهت بياناتها الختامية، وإطلاقًا لن تختلف هذه القمة، قد يكون الاختلاف في حضور بعض المشاركين وفي بعض الأحداث المُستجدة التي لا تنتهي، ولكن لن يكون هناك اختلاف في الإجراءات والبيان الختامي غير ما استجد من مصائب وأحزان على هذه الأمة وهي كثيرة والجميع يعرفها ومَن تسبب فيها.

هناك أسئلة عربية قديمة وجديدة على القمة العربية الإجابة عليها، أسئلة عن واقعنا العربي وأرضنا وشعبنا واقتصادنا؟ أسئلة عن الأحواز وفلسطين والجولان والجزر العربية الثلاث؟ أسئلة عن استمرار التدخلات الإيرانية المُستمرة في شؤون البحرين وأقطار الخليج العربي، أسئلة حول قدرة الدواعش على اختراق حدودنا والعبث بأقطارنا العربية، أسئلة عن التعدد السياسي والواقع الديمقراطي العربي، أسئلة عن مصالحنا القومية العربية التي يجب أن تتحرر عن المصالح الغربية، أسئلة عن أموالنا العربية كيف تنفق، أسئلة عن شبابنا العربي الباحث عن فرصة عمل مناسبة له، أسئلة عن العمالة الأجنبية التي تقصي شبابنا عن مواقع العمل التي يستحقونها في بلادهم، أسئلة عن حال اللاجئين والنازحين العرب من ديارهم، أسئلة عن الغياب العربي في حل الصراعات داخل الأقطار العربية! فهل تستطيع هذه القمة أن تجيب على بعض هذه الأسئلة؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية