العدد 3020
الجمعة 20 يناير 2017
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
تحدي “جين بينغ”!
الجمعة 20 يناير 2017

في شهر فبراير من العام الماضي، كنتُ قد كتبتُ مقالا مطولا حمل عنوان “مشروع الصين العظيم”، وتحدثتُ فيه بإسهاب عن المشروع الرياضي الكبير الذي يقوده رئيس الصين شي جين بينغ، وعن طموحاته الكبيرة في قيادة الكرة الصينية؛ للوصول لمصاف الكرة العالمية، كما قاد الصين لتتبوأ أعلى المراتب السياسية والاقتصادية، حتى صارت اليوم قوى عظمى على الخارطة العالمية ينحني لها الجميع احتراماً وإجلالاً على ما وصلت إليه من مكانة.

تأتي مناسبة الحديث عن الصين ومشروعها العظيم تزامناً مع فترة الانتقالات الثانية للدوري الصيني، والتي شهدت التعاقد مع سلسلة من أبرز اللاعبين المعروفين في الساحة الأوروبية، فكما كانت الفترة الأولى من الانتقالات في الصيف الماضي مشتعلة بسلسلة من التعاقدات البارزة آنذاك، سارت الفترة الثانية بنفس درجة الاشتعال بعد جذب العديد من اللاعبين الذين يلعبون مع أبرز الأندية في أوروبا، مما جعل اسم الصين لامعاً جداً عبر وسائل الإعلام بمختلف صورها خلال هذا الشهر تحديداً، وجعل كل اقطاب العالم تصاب بالذهول.

تفاجأتُ شخصياً من بعض الأخبار الشائعة عبر مختلف الوسائل الإلكترونية تحديداً عن أن هناك ثمة شبهة غير قانونية في مصادر الأموال التي تدفعها الأندية الصينية، والتي تندرج تحت جرائم غسيل الأموال، بيد أن الحقيقة أن كل من اتفق على ذلك هو بالفعل يجهل تماماً حقيقة هذا المشروع الكبير الذي يقوده الرئيس بنفسه، فهذه الثورة هي ليست وليدة اليوم، وإنما تم التخطيط لها منذ مدة طويلة، فشي جين بينغ بعد أن حقق جل أهدافه بوضع بلاده على خارطة العالم السياسية والاقتصادية لم يجد أمامه ما يمنعه للبحث عن موطئ قدم لبلاده على خريطة كرة القدم العالمية يوازي ثقلها الاقتصادي والسياسي ومدى تأثيره الدولي، لذلك وجه بالاهتمام بكرة القدم على وجه الخصوص، وأمر بتشكيل لجان خاصة ومحترفة تكون مسؤوليتها وضع خطة طويلة الأمد ليس للارتقاء بلعبة كرة القدم فحسب، بل لتذليل كل العقبات التي تمنعها من 

الوصول للعالمية!

أتعلمون يا سادة ماذا كانت أماني الرئيس جين بينغ قبل أن يبدأ مشروع التطوير الكروي في البلاد، فقط كان يتمنى أن تستطيع بلاده التأهل لكأس العالم، ووصلت فعلياً في مونديال كوريا واليابان 2002، وبعد الوصول لأكبر المحافل الكروية، توسعت دائرة أمانيه وطموحاته، فبينغ يبحث الآن عن الكيفية المناسبة لاستضافة الصين للبطولة برمتّها، بل امتدت أمانيه وبلغت قمة ذروتها بعد أن أطلق العنان للأحلام، وتمنى في يوم أن تنجح بلاده في الظفر بكأس العالم نفسه رغم إدراكه باستحالة ذلك منطقياً وعقلياً! انظروا لطموح هذا الرجل.. وانظروا لسقف أحلامه.. يريد حمل كأس العالم مرة واحدة ودون مقدمات! كم هي سهلة الأمور عند من يتقن قياس الأمور!

وقبل أن أقفلُ الحديث عن الملف الصيني، أريدُ أن أنوه إلى أن الأندية الصينية كانت طموحاتها عالياً جداً في هذا الميركاتو، بعد أن قدمت عروضاً رسمية لأبرز نجوم اللعبة على مستوى الكرة العالمية، مثل تلك العروض التي وصلت لرونالدو وميسي، والتي يسيل لها اللعاب بسبب الأموال الضخمة جداً التي قدمت لهما، ولكنها قوبلت بالرفض بسبب أن كلاً منهما يصعب إغراؤه بتلك الأموال وترك الشهرة والأضواء المسلطة عليهما، بيد أن الواقع يشير إلى أن تلك العروض لو أتت مستقبلاً ربما لن يستطيع أي نجم رفضها مهما بلغت مكانته، وبالتالي لا أستبعد إطلاقاً أن يكون الدوري الصيني مستقبلاً محط أنظار ورغبة كل اللاعبين في العالم بمن فيهم ميسي ورونالدو!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية