العدد 2954
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016
banner
لا مبادئ أخلاقية في العلاقات الأميركية الدولية
الثلاثاء 15 نوفمبر 2016

كلينتون التي كانت تحمل وتشهر سلاح الفوضى في منطقة الخليج ونفذت مؤامرة خسيسة اتخذت شكلا عنصريا بجانب محتواها الرجعي العميل تحمل الـ "إف بي آي" مسؤولية خسارتها في الانتخابات الرئاسية، ولكن قبل أن نذهب بعيدا لابد أن نشير إلى بعض أساليب الرجعية الأميركية، فالساسة الأميركان لم يكونوا محبين للسلام بانتظام، وهم يمجدون الحرب بشكل عام والتدخل السافر في شؤون الدول، والتاريخ يقدم لنا شواهد كثيرة على ذلك، واتخذت الحكومات الأميركية المتعاقبة أوكارا لها لتخريب البلدان ونشر الشائعات والقيام بأعمال معادية أخرى.

من هذا وغيره ثبت لنا نحن في البحرين أن كلينتون الخاسرة أصيبت بضربة قاصمة بعد نشر رسائلها الإلكترونية الاستخباراتية، ولو نظر المرء الى السجل التاريخي للخارجية الأميركية لاكتشف ووقف على معلومات تشير إلى عدم التوقف عن مواصلة التآمر بأساليب أشد مكرا ودهاء ضد الدول العربية، ولو اضطرهم الأمر الى التخلي عن الاوراق المحروقة مثل هيلاري كلينتون ونسف الوثيقة "أ" والانتقال إلى الوثيقة "ب"، ونفس القصة حدثت على أيام الرئيس روزفلت واتفاقه على الاعتراف بحقوق روسيا في منطقة منشوريا الصينية آنذاك. ويمكن القول إن المؤامرة لا تنحصر في أطر داخلية بحتة بل لها أبعاد وطرق وأشكال، وكل المؤامرات تكشف ضلوع المخابرات الأميركية والحصان الأميركي الذي يسهم في مضاعفة السياسات السلبية على الصعيد الدولي.

إن هذه الوقائع تؤكد أن عملاء الـ "إف بي آي" والـ " سي آي أيه" اتخذوا إجراءات معادية لحملة كلينتون الانتخابية، وكان هذا الخط يهدف الى تفادي الكشف عن مزيد من الأسرار والفضائح التي حملها البريد الإلكتروني الخاص بها، أو كنوع من أعمال الانتقام ضد كلينتون التي ربما دون قصد كشفت المخطط والدور البارز للأميركان في ما حدث في أرجاء الوطن العربي والتعاون الوثيق مع خونة البحرين والعملاء، وبالنسبة لهم كانت التكلفة كبيرة، فالتآمر الأميركي على دول الخليج قد يتسع نطاقه إلى أبعد مدى وقد يحدث أي تعديل في الخطة والتخلص من كلينتون كان الحل الوحيد. 

نستنتج من هذا التسلسل ولكي نفهم معنى الأحداث الاخيرة أن صورة الذئاب المفترسة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تتحول الى صورة الحمل الوديع، فهناك فصل جديد من التآمر الذي سيواجه العرب ودول الخليج لأن أميركا لا تستند على أية مبادئ أخلاقية في مجال العلاقات الدولية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .