العدد 2917
الأحد 09 أكتوبر 2016
banner
سر نجاح الأمم في قادتها وأفرادها
الأحد 09 أكتوبر 2016

السر وراء بروز دولة من الدول في العالم بمستوى من الرخاء وإخفاق دولة أخرى ليس بالطبع صدفة ولا ضربة حظ، فكل شيء من حولك يمكن أن تتخيله صدفة إلا شيئاً واحداً لا يمكن أن يكون صدفة وهو تقدم وازدهار الأمم، ومن لا يصدق فليتأمل في ما فعله وما قدمه طوال مسيرة حياته سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه الذي يقوم الآن بزيارة لإحدى الدول الفاعلة اقتصادياً كعادته وهو يربط البحرين بالعالم بعيداً عن السياسة الدمرة، ما جعل البحرين  نموذجاً حياً لبناء الدولة العصرية الحديثة التي سبقت كل الدول من حولها في العقود الأخيرة، وأبرز نجاح البحرين كدولة رائدة في العالم العربي، لولا أمرين في السنوات الأخيرة وضعا البحرين على حافة التحدي والتراجع عن ذلك المركز، وهما سوء اختيار بعض المسؤولين في المراكز العامة الحساسة ذات التأثير المباشر في صنع القرار، وكذب بعض المسؤولين وتظاهرهم بالعمل وهم لا يعملون، وهذا من أخطر أسرار تدهور الأمم.
إن سر قوة الأمم وسر الرخاء وبقية الأسرار الكامنة وراء الخيط الرفيع بين الرفاهية والتخلف وجود روح حية من القوة كامنة في قادتها وأفرادها، فلا نجاح في وجود قادة عظام وأفراد خراف، ولا نجاح في وجود أفراد فاعلين وقادة تنابل، فعندما تستيقظ الأمة من السبات وتنطلق نحو البناء والتنمية والابتكار، لا تفكر بأفق ضيق ولا تطلق العنان للصراخ والشعارات ولا تفكر بأن هذا من مذهب وذاك من مذهب آخر، عندما تجتمع الأمة على قلب واحد وهدف واحد ومصلحة واحدة فإن الحياة تصبح سعيدة مهما اختلفت الآراء.
إن مجتمع البحرين مجتمع صغير متحاب، والناس فيه متعاونون ويحبون النظافة والتنظيم والالتزام بالقواعد، فمن السهولة تنظيم المجتمع وترتيبه طوال العام، قد يتحجج بعض المسؤولين بالميزانية ولكن تنظيم الشوارع وتعديل مرشحات مياه الزراعة والانتهاء من مخلفات المقاولين في الشوارع وعدم لصق الإعلانات السخيفة على اللوحات الرسمية، كل هذا ليس أمرا مستحيلا، حتى زحمة السيارات وأزمة المرور الخانقة التي تعصر شوارعنا في الفترة الأخيرة، يمكن التغلب عليها بنزع حالة الكسل والخمول في الناس والشوارع وذلك بتقليل حجم الإشارات المرورية التي أصبحت أكثر من المواطنين أنفسهم وغزت الأحياء الضيقة والصغيرة مثل عراد القديمة وذلك بإغلاق المنعطفات، ما يدل على حالة الكسل والاتكالية، وإلا ما الذي يمنع السيارات من قطع الشارع والعودة خلال مسافة معقولة بدلاً من وجود هذه المنعطفات بالأمتار وكأن الناس في حشر يوم القيامة. تقليل الإشارات المرورية في العديد من الشوارع سوف يحل جزءا من مشكلة الاختناقات وهذه مسألة ليست صعبة بوجود مهندسي وزارة الأشغال فهم أذكى من أن نقترح عليهم أين وكيف؟
باختصار يمكن أن تصبح مملكة البحرين أجمل وأروع بالحركة والإخلاص والتفاني واختزال الوقت والعمل في الميادين بدلاً من المكاتب الفخمة.
 لقد بذلت الدولة جهدها وأموالها من أجل أن تجعل البحرين جميلة ونظرة وحيوية على كل الأصعدة الاقتصادية والسياحية والتجارية والاستثمارية ونجحت نجاحا ساحقا على مدى العقود الماضية في تحقيق المنجزات الإيجابية بعيداً عن التدخلات الجانبية والاجتهادات المتعددة التي توزعت بين مجلس النواب والمجالس البلدية بالإضافة إلى اجتهادات بعض من رجال الدين المتشددين.
نجاح الدول سره في أفرادها وقادتها فقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية