العدد 2887
الجمعة 09 سبتمبر 2016
banner
“العرب” أمة مخدوعة باستمرار!
الجمعة 09 سبتمبر 2016

لا أعرف لماذا يسقط العرب دائما في الامتحان، ولا يسيرون بالتدرج المبني على الواقع والظرف المحيط، بل يتركون للغير فرصة إمضاء أوراقهم المصيرية، وذهب الكثير منهم إلى معاضدة قوى الشر والتآمر وكان الأمر بمثابة وصمة عار دائمة. شيء غريب فعلا عندما تتحول دولنا ومجتمعاتنا إلى مزارع للإرهاب ومصانع لتفريخ الإرهابيين والعملاء بتزكية من الأميركان، ونحن نتصور أن ما يجري في أوطاننا مثل التمارين الرياضية. الأميركان أشبعونا نفاقا وكذبا عبر السنوات الطويلة ورغم ذلك يقع اختيارنا عليهم في تبادل المنافع وكأن الحياة لا قيمة لها بدونهم، يقدمون لنا كل الصور الناطقة بالتآمر والخبث ومع ذلك نعدهم أصدقاء.
لا أدري لماذا يترك العرب الآخرين يخدعونهم ويسرفون في الثقة وتذوق الضربات تلو الضربات ويلهثون وراء التأخر. أكثر أمة تم قتلها وصلبها على أعمدة التاريخ الأمة العربية، وأكثر أمة تحوم وتحلق فوق رأسها المؤامرات والدسائس الأمة العربية، أكثر أمة تمتلك لوحات متراصة من الكلام هي الأمة العربية.
مجتمعنا العربي بصريح العبارة يعيش النتائج الفاجعة لانجرافاته طيلة السنوات الماضية، سعى إلى التغييرات الخارجية، وأهمل الإنسان من الداخل. يبدو أنه مازال مبهورا بما يشاهده من حوله في هذا العالم، يظن أنه يستعيض بالكم عن الكيف، وبالشكل عن الجوهر، شخصيته من الداخل لا تزال كما كانت منذ قرون، كأنه أثر تاريخي يلبس شكل الإنسان، يأكل، ينام، ويتحرك بمعجزة ما.
الإنسان العربي كما يقول أدونيس أصبح يستخدم الثياب التي يخلعها العالم المتطور في مسيرته الإبداعية وهي ثياب الاكتشاف والتغيير، ويظن المسكين أنه إذا استخدم هذه الثياب سيتساوى مع العالم المبدع.. العربي ليس غريبا عن نفسه فحسب، وإنما عن العالم، إنه وكما يقولون، وجود مؤجل، غصن مصطنع في شجرة الحضارة المعاصرة.
استنزفت قوانا ونحن نرى الآخرين يفترسوننا ويريدون التخلص منا، نعيش أوضاعا مقلوبة. نعم العرب أمة مخدوعة باستمرار ودائما نرى المؤامرات مثل الرجل الذي ينظر من نافذة الطائرة، يرى المساحات الشاسعة ولكن دون التفاصيل، وهذا ما يجعلنا فريسة سهلة للآخرين، فإلى متى ونحن مع هذا الوضع الخطير والجلوس مع عدونا على نفس الطاولة، إلى متى ونحن نلطم خدودنا وننزف الجراح، متى سنقتلع مسامير الثقة العمياء في الأجنبي المثبتة على جدران عقولنا؟.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية