يعود المعلمون إلى قواعدهم في هذا الشهر ليبدأوا عاما دراسيا جديدا يباشرون عملهم المتجدد وعطاءهم اللامحدود المفعم بالحيوية والنشاط، ليواصلوا ما بدأه أسلافهم على أكمل وجه ممكن في هذه المهنة التي تعتبر من أشرف المهن على وجه الأرض، كيف ﻻ وهي مهنة الأنبياء والمرسلين. ولكن السؤال المطروح ما هي أمنيات المعلم التي يتمنى أن تتحقق له ليزيل همومه ويقبل على التعليم بمعنويات مرتفعة؟ إن أكثر شيء يتمناه المعلم في اعتقادي هو استرداد المكانة المرموقة والتقدير والاحترام الذي كان يحظى به في السابق، حيث إن هذه المكانة باتت في الزمن الحاضر مهزوزة إلى حد ما، والسبب عدة أطراف، في مقدمتها الأسرة والإعلام والإدارة المدرسية. فإذا نظرنا إلى الأسرة سنجد أنها المسؤول الأول عن غرس ثقافة الاحترام والتقدير، فلو أن أولياء الأمور علموا أبناءهم وجوب احترام الوالدين والأكبر منهم سنا، كما أمرنا ديننا الإسلامي الحنيف، لنشأ الأبناء على ذلك وتعودوا عليه مع الجميع بما فيهم المعلم.
أما الطرف الثاني فهو الإعلام وما أدراك ما الإعلام فتجده دائما يضخم الزلات التي تقع فيها قلة من المعلمين، ويثير الرأي العام بها، وللأسف يبدو أن مهنة التعليم تضايق بعض الإعلاميين إما عن جهل منهم أو لأجل الانفراد بخبر حصري. إن مهمة الإعلام إبراز دور المعلم وإبداعاته في العملية التعليمية والتربوية وتسليط الأضواء عليها، وتوجيه المجتمع بكل أطيافه نحو المعلم ﻻ عليه، حتى يستطيع أن يؤدي ما أسند إليه من عمل تربوي تعليمي بشكل صحيح وفعال. والطرف الأخير الإدارة المدرسية ويتمنى المعلم منها أن تطبق ﻻئحة الانضباط الطلابي لتحفظ له مكانته وتحميه من أي تطاول عليه. 
وفي النهاية نتمنى أن يدوم الاحترام والتقدير لجميع المعلمين، كما نوجه رسالة خاصة لوزارة التربية والتعليم بضرورة تغليظ عقوبات التعرض والاعتداء على أعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية والتذكير بها في بداية العام الدراسي، وكذلك إلزام إدارات المدارس بتطبيق لائحة الانضباط الطلابي وتخفيف الأعباء على المعلمين.