العدد 2773
الأربعاء 18 مايو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
حسم .. إنجاز .. غموض!!
الأربعاء 18 مايو 2016

* لقب الليغا
ذهب لقب الدوري الإسباني لمن يستحقه.. أفضل عنوان من الممكن أن يُطلق على آخر جولات الليغا الاسبانية والتي أعلنت عن تتويج برشلونة باللقب الثاني على التوالي والـ24 في تاريخه، بعد أن تمكن من تسجيل فوز عريض على حساب منافسه المتواضع غرناطة بثلاثية نظيفة، بينما كان ريال مدريد أكبر الخاسرين من هذه الجولة بعد أن كان يمني النفس بإمكانية ملامسة كأس الدوري في حال تعثر برشلونة، لكن هذا لم يحدث.. فاز برشلونة وأنهى جميع الأمور!!.
في الحقيقة، عانى برشلونة الأمرّين لإحراز اللقب ولولا الصحوة المتأخرة للفريق وعودة الثلاثي الرهيب الـMSN لاستعادة حاستهم التهديفية والعودة لمستواهم المعهود بعد فترة هبوط مفاجئة كادت تفقد زعيم الكتلان لقب الدوري بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من إحكام قبضته عليه قبل جولات كثيرة من الختام بعد أن تمكن من توسيع فارق النقاط عن اقرب المنافسين لتسع نقاط كاملة كانت كفيلة بأن تمهد الطريق لإحراز لقب الدوري قبل جولات كثيرة من الختام ودون أي عناء.
برشلونة ستكون الفرصة مواتية له أيضًا بإحراز لقب كأس ملك اسبانيا عندما يصطدم بأشبيليه في نهائي البطولة الذي سيقام مطلع الأسبوع المقبل في مدريد، ويبدو أنه سيكون مرشحًا فوق العادة للظفر بالكأس الملكية والاحتفاظ بلقبه للموسم الثاني على التوالي.
بكل صراحة، برشلونة كان بإمكانه الذهاب لأبعد من إحراز لقبي الدوري والكأس؛ بل الفوز بدوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي، ومن ثم إعادة سيناريو الثلاثية التي حققها الموسم الماضي، إذ كانت كل المؤشرات والمعطيات توحي بأن ملك الكتلان سيكون الأوفر حظًّا لرفع الكأس ذات الأذنين قبل بدء مراحل الدور الثمن نهائي للبطولة، بيد أن ثمة عوامل وظروف مفاجئة ولم تكن متوقعة على الإطلاق أثرت على عطاء الفريق محليا وأوروبيًّا حيث بدلت أحوال الفريق وغيرت مساره وجعلته خارج المعادلة الأوروبية مبكرًا عندما انحنى أمام اتليتكو مدريد وودع البطولة من بابها الضيق.
عمومًا، إن تمكن برشلونة من إحراز لقب الكأس فحينئذٍ من الممكن اعتبار موسم برشلونة ناجحًا بكل المقاييس حتى لو تجرع مرارة الخروج المؤلم من دوري الأبطال، فهذه البطولة الكبيرة لا تخضع لمقاييس ثابتة ومعطيات مسبقة ولا تعترف بالأسماء وبحالة الفرق، والخروج منها لا يعتبر إخفاقًا خصوصًا لحامل لقبها، فهي كما عودتنا دائمًا أن يكون بطلها جديد، إذ عجز الجميع عن كسر هذه القاعدة منذ أن نجح الميلان في التتويج بها لمرتين متتاليتين!!.

* بيبيتا تاريخي
ليس سهلاً على الإطلاق أن يلعب في فريق محدود الإمكانيات قياسًا بالفرق الكبيرة في أوروبا ومع لاعبين ليسوا من الجودة العالية والفائقة، وأن يتمكن من إحراز لقب هداف الدوري ومختتمًا موسمه كثاني أفضل هداف في أوروبا ومتفوقًا على لاعبين كثيرين يفوقونه في الجودة وقوة الفرق التي يمثلونها ووفرة العناصر التي تساعدهم على تسجيل الأهداف، الحديث هنا عن مهاجم نابولي المتألق الأرجنتيني غونزالو هيغوايين الذي قدم أفضل أداء له في مشواره ونجح في تسجيل 36 هدفًا متربعًا على عرش صدارة هدافي الكالتشيو الايطالي بدون أي منافس.
“البيبيتا” دخل التاريخ من أوسع الأبواب عندما تمكن من تحطيم رقم قياسي ظل صامدًا لسنوات طويلة دون ان يتمكن أي لاعب آخر من الوصول إليه أو على الأقل الاقتراب منه، بأهدافه الـ36 يكون هيغوايين رسميًّا هو أكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في موسم واحد عبر تاريخ الدوري الايطالي متجاوزًا مهاجم الميلان السابق السويدي نوردال الذي كان يحمل هذا اللقب بتسجيله لـ35 هدفًا، علمًا أنه لعب مباريات أكثر من هيغوايين.
قلتها سابقًا في أحد المقالات الماضية وأعيد تكراره، بالمستوى الاستثنائي الذي قدمه هيغوايين هذا الموسم، أصبح بقاؤه في نابولي صعبًا للغاية وأصبحت مطالب الرئيس دي لاورنتيس ليست صعبة المنال للأندية الطامحة في خدمات هيغوايين، فالمبلغ الإعجازي الذي اشترطه لورنتيس مقابل التخلي عن هيغوايين الصيف الماضي (96 مليون يورو) جعل الأندية الكبيرة الراغبة في هيغوايين تنفر منه، لكن بعد أداء المهاجم الأرجنتيني هذا الموسم ستجعل الأندية الكبيرة تفكر مليًّا بدفع هذا المبلغ الضخم جدًّا دون أي تردد.
مع كل الاحترام لنابولي وتاريخه، إلا أن قدرات وإمكانات هيغوايين الفنية أكبر من يلعب في فريق بحجم نابولي ليست لديه طموحات كبيرة ولا أهداف مرسومة، بل هيغوايين يجب أن يلعب في أكبر الأندية الأوروبية وأقولها فهو لا يقل أبدًا عن جميع اللاعبين السوبر المعروفين في الساحة.
فقط لتتأكد عزيزي القارئ من صحة ذلك لك أن تتأمل هذه القراءة السريعة، مهاجم برشلونة لويس سواريز حصل على جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في القارة العجوز هذا الموسم برصيد 40 هدفًا، سواريز وصل لهذا الرقم الكبير بمعاونة نجوم كبار ساعدوه كثيرًا لبلوغ هذا الإنجاز، فمن يلعب خلفه ميسي ونيمار وانيستا يسهل عليه تسجيل الأهداف كثيرًا، لكن أن يأتي هيغوايين وينافس رقم سواريز بمساعدة لاعبين مثل انسيني وهامسيك وآلان، فهنا يتضح أن هذا المهاجم ليس عاديًّا على الإطلاق، لا مجال للمقارنات بين المعاونين!!.

*مستقبل مورينيو
إلى الآن لم تتضح الصورة بعد حول مستقبل المدرب البرتغالي المثير للجدل جوزيه مورينيو رغم أن أغلب وسائل الإعلام العالمية قد تحدثت عن اقتراب مورينيو من تدريب نادي مانشستر يونايتد الموسم المقبل خلفًا للهولندي فان غال.
لكن أعتقد إن بعد تأكيد عدم تأهل مانشستر لدوري الابطال الموسم القادم أصبح من الصعب جدًّا أن يقبل مورينيو بتدريب المانيو، فهو كما عودنا دائمًا أنه يبحث عن الفرق الكبيرة والمتأهلة للشامبينزليغ ولا ينظر للعروض المقدمة له من الفرق التي تعجز عن ذلك!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .