العدد 476
الثلاثاء 02 فبراير 2010
banner
التقرير الاستراتيجي
الجمعة 26 أبريل 2024

التقرير الاستراتيجي الذي أصدره مركز البحرين للدراسات والبحوث للعام الثاني على التوالي يقدم وجبة رائعة من التحليل السياسي حول الأوضاع الداخلية لمملكة البحرين وعلاقاتها الخارجية والتفاعلات الإقليمية ذات التأثير عليها.
وسواء كان ما احتواه التقرير في مجموعه يريحنا أو يصيبنا بالقلق تجاه بعض القضايا، إلا أن التقرير في حد ذاته هو مجرد مرآة صادقة تعكس القضايا المثارة على مستوى الداخل البحريني اعتمادا على ما تنشره الصحف البحرينية وما يصرح به المسؤولون الحكوميون، وبناء عليه يقوم بإبراز القضايا ذات الأهمية والخطورة على الداخل البحريني، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، ويدق إنذار الخطر للجميع، سواء للمسؤولين أو المواطنين حيال تلك القضايا.
ومن بين هذه القضايا ذات الخطورة التي أعطاها التقرير أهمية هذه المرة قضية الطائفية.
ويأتي اهتمام التقرير بقضية الطائفية لكونها من أخطر القضايا التي تواجه الأمة العربية في هذا الوقت، ولأن الطائفية هي معول الهدم الأكيد التي يجري بواسطتها تقطيع أوصال الأمة كلها، وليس البحرين فقط، ومع الأخذ في الاعتبار أن قضية الطائفية في البحرين أشد خطورة من غيرها، ومن يقل بغير ذلك فهو غير صادق مع نفسه.
التقرير الاستراتيجي الذي بين أيدينا، والذي صدر عن هيئة علمية لها مكانتها واحترامها، لم يختلق مسألة الطائفية، ولم يستخدمها بقصد الإثارة، أو لتوجيه النقد لهذا الفريق أو ذاك، ولكنه ينقل بشكل دقيق ما يدور داخل المجتمع البحريني ويسيطر على كثير من أدبياته، أو يقوم بتحليل مضمون لما ينشر بالصحف حول هذه القضية. وما أكثر ما ينشر بالصحف البحرينية حول الطائفية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ولو تم إجراء تحليل مضمون كمي وكيفي للقضايا التي تتعامل معها الصحافة البحرينية، لكان لقضية الطائفية النصيب الأكبر، ولو قمنا بنفس الشيء تجاه ما يدور في المجالس الأهلية البحرينية من أحاديث ومحاضرات لأصابتنا صدمة كبيرة بسبب المساحة الزمنية الكبيرة التي يستهلكها شعبنا في الحديث عن المسألة الطائفية، بخاصة مع وجود أحداث إقليمية معينة تؤدي إلى توفير مادة ثرية لما يدور من أحاديث.
وأقولها بكل حياد إن التقرير الاستراتيجي قد عالج هذه المسألة بحيادية كاملة وبشكل علمي على أعلى ما يكون ولم يتبن رؤية طرف من الأطراف لأن ذلك يفقده أهميته، ولم يكن ناطقا بصوت حكومي أو ساعيا لبث دعاية حكومية، لأنه ليس أداة حكومية، ولم يتم إنشاؤه لهذا الغرض، لأن الحكومة لها أدواتها الأخرى إن أرادت أن تنشر فكرا بعينه أو تنتصر لقضية معينة.
وما يقال عن الطائفية يقال عن غيرها من القضايا المهمة الكثيرة التي عالجها التقرير بجهد كبير، بخاصة القضايا الاقتصادية، والقضايا الخارجية ذات التأثير على الداخل البحريني وعلى المصلحة العليا للبحرين.
وإنني في هذه العجالة أؤكد من جديد على أهمية الدور الذي يقوم به مركز البحرين للدراسات والبحوث وما ينتجه من تقارير ودراسات تعد بمثابة مراجع مهمة للكتاب والباحثين في كل ما يتعلق بالشأن البحريني.
فشكرا لفريق العمل بهذا المركز وفي مقدمته الدكتور محمد بن جاسم الغتم، والدكتور محمد نعمان جلال ، والدكتور عبد الله الصادق وجميع من شاركوا في إعداد هذا التقرير وغيره من الدراسات المفيدة.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .