العدد 240
الخميس 11 يونيو 2009
banner
لبنان يستحق منا الكثير
الجمعة 26 أبريل 2024

قبل يوم تقريباً من إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في لبنان عبر سمو الشيخ خالد بن احمد وزير الخارجية البحريني عن قلقه على مستقبل هذا البلد العزيز. الشيخ خالد قال عبارة هامة ضمن حديثه الذي نشرته جريدة  الحياة اللندنية وهي:” إن أي نتائج انتخابية قد تهدد العيش المشترك، وستؤثر في الدول العربية”.
وبعد إعلان نتائج الانتخابات اللبنانية بدقائق وقبول الطرفين بنتائجهما وعدم اعتراض الطرف الخاسر” حزب الله” على هذه النتائج ، بدأتُ أعي بشكل أعمق العبارة التي صاغها سمو وزير الخارجية البحريني. 
فعلى الرغم من قبول زعيم حزب الله لنتائج الانتخابات ، حسب تصريحاته المعلنة، إلا أنه أطلق عبارة سببت الكثير من القلق عندما قال للأكثرية انه لن يسمح لها بالمساس بسلاح حزبه، وكأنه هنا يذكر الجميع بالسلاح واستخدامات السلاح.
كلام الشيخ نصر الله وتمسكه بسلاح حزبه، ليس جديداً، ولكن التوقيت الذي أطلق فيه هذه العبارة وبدون ارتباط  بحدث أو بتصريحات سابقة من الطرف الآخر، توحي بأن الرجل يريد إفساد العرس، لأنه قالها في اللحظة التي يحتفل فيها اللبنانيون بنشوة النصر، ويحق لهم هذا الاحتفال بعد أن أدوا ما عليهم في ظل انتخابات نظيفة وراقية كرقي هذا الشعب. يحق لهم أن يفرحوا بعد أن لبوا نداء الواجب وذهبوا إلى صناديق الاقتراع وبكثافة قد لا تحدث في كثير من الديمقراطيات الكبيرة في العالم. 
الشارع اللبناني قال كلمته، ووضع الكرة في ملعب النخبة، الشارع انتهى دوره ولا يجب إقحامه مرة أخرى في مغامرات ونزاعات أولي الأمر بعد أن تم الاحتكام إليه بهذا الشكل الراقي المشرف.
وسط هذا العرس اللبناني الكبير جاءت عبارة زعيم “حزب الله” مقلقة إلى حد كبير، خاصةً وأن الشعب اللبناني انحاز إلى عروبته واستقراره وانحاز إلى العيش الهنيء الذي يستحقه ورفض أن يكون لبنان أداة بيد القوى الإقليمية التي تريد أن تأكل بأسنان غيرها. الدور إذن يأتي على  الدول العربية ، قريبها وبعيدها ، فعلى الجميع أن يكون سنداً للبنان في قادم الأيام ، وهذا سيكون اختبارا لهذه الدول بقدر ما هو اختبار للقوى التي لم تحصل على مرادها في الداخل اللبناني والقوى التي تدعمها في الخارج. والوقوف مع لبنان لا يكون بالكلام وبعبارات الثناء على هذه اللحظة المشرفة التي أدى فيها اللبنانيون ما عليهم، ولكن يكون بالدعم بكافة أشكاله وأولها تقوية الجيش اللبناني وتسليحه بكل ما تستطيعه الدول العربية وفي مقدمتها مصر. يجب ألا يسمح أبداً لأحد أن يعيد لبنان إلى التاريخ الأسود الذي نعرفه، ولسنا في حاجة للقول أن نجاح لبنان وبقاءه موحداً سيكون دليلاً على أن هذه الأمة العربية لا تزال موجودة وقادرة على هزيمة المشروع الآخر الذي نعتقد أن أصحابه لن يتوقفوا عند نتائج الانتخابات. ولعله من المناسب أن أنهي هذه الكلمة أيضاً بما قاله وزير الخارجية البحريني:
“ صورة لبنان التي نعرفها ونحبها ونفتخر بها مهددة ، وإذا فقدت هذا الصورة ، وهذا التعايش، ودخل لبنان في أتون الخلافات الجديدة، فإن ذلك سيؤثر في كل الدول العربية، وسنبكي على يوم فقداننا هذه الصورة الجميلة” .
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .