العدد 2930
السبت 22 أكتوبر 2016
banner
المؤامرة والعجز العربي أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 22 أكتوبر 2016

لسنا فقط من نتحدث عن وجود مؤامرة على الأمة، يتمثل جزء منها في ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، فمن يتابع الأخبار والتحليلات يرى أن الكثيرين يتفقون معنا، ولكن هناك قليلون يريدون فهم ذلك والأقل يودون تغييره.
لو ناقشنا قضية الإرهاب حتى بالمفهوم الغربي فإننا سنجد أنه ليس عربيا وليس محصورا في المنطقة العربية، بل هو قديم قدم الإنسان وطال أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية والجنوبية خلال السنوات الماضية، سواء كان إرهاب الدول أو المنظمات، ولكن لم نشاهد حشدا لمحاربته! مثل ما يحدث في منطقتنا العربية، ولم نر من قبل تحالفا لقتاله كما يحدث عندنا، وكَأنَّ الإرهاب يحمل الهوية أو الجنسية العربية، مع أن النظام العربي يعي الحقيقة ويعرف ما يجري ولكن جُلُّهُ يسير في الطريق المرسوم دون إرادة.
الأنباء تتحدث عن موجة نزوح لعناصر تنظيم الدولة من الموصل إلى الأراضي السورية في الرقة أو دير الزور، وهو أمر غير مفهوم تماما في ظل ما يفترض أن يكون حصارا محكما على المدينة لمنع خروج حتى المدنيين وليس المقاتلين فقط، إضافة إلى عدم فهم الامتناع عن توجيه الأمر من قبل القيادة في العراق إلى القوات الموجودة هناك (غرب المدينة) من أجل الدخول في المعركة حتى الآن، فهل المطلوب فتح طريق لمن يريد من عناصر داعش، للخروج الآمن والذهاب إلى سوريا حتى تظل عناصر المؤامرة قائمة والدوران بالتالي إلى سوريا أم ماذا؟
الجميع يرى شواهد المؤامرة، والجميع سمع عنها وعن أهدافها ومع ذلك لا يرى ردة فعل حقيقية ومناسبة من قبل النظام العربي لدفع تلك المؤامرة أو مواجهتها أو تقليص آثارها، بل ما نراه مساهمة من قبل اجزاء من هذا النظام فيها وتمويلها، نرى تجاهلا غير منطقي وعدم مبالاة وانزواء من قبل الكثيرين وكأن الأمر لا يعنيهم، فقد تم إلهاء عرب أفريقيا بالقضية الليبية وبالتالي وضع جهدهم فيها كي لا تتسرب المؤامرة منها إليهم (حسب ظنهم)، وعرب آسيا تم إشغالهم بما يجري في سوريا والعراق لزرع الخوف في نفوسهم على دولهم، وبالتالي غرست فيهم الإقليمية والأنانية وحب الذات دون وعي بأن ذلك هو المطلوب، فما يريده الغير هو انكفاء كل قطر عربي بذاته ليس من أجل النماء والتطور وخدمة الإنسان المواطن، بل من أجل الابتعاد عن الأشقاء حتى يتم الاستفراد بكل منهم على حدة وحتى يدب الضعف والوهن في الجسد العربي، لذلك نتحدث عن عجز النظام العربي عن مواجهة المؤامرة لأنه جزء منها وخاضع لمن صنعها... والله أعلم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .