العدد 2847
الأحد 31 يوليو 2016
banner
المؤامرة هل هي حقيقية؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الأحد 31 يوليو 2016

غريب أمر أولئك الذين يتجاهلون نظرية المؤامرة حين تتحاور معهم حول الدور الغربي وبالذات الأميركي في الوطن العربي، فهم دائما يصرون على نقص فينا أكثر من مؤامرة علينا، وأن الخير كل الخير يكمن في التبعية لذلك الغرب وعلى رأسه الدولة الأميركية، فهم يعتقدون بضرورة إقامة علاقة قوية مع تلك الدول ولا يفهمون أنه لا علاقة قوية معهم دون أن ترتبط بالتبعية لهم، ومع أن ذلك يمكن أن يكون أمرا طبيعيا في العلاقات التي تربط الدول ببعضها، ولكنها تتحول إلى رهن المصير حين تجنح إلى الاعتماد على تلك الدول في كل شيء تقريبا كما هو الحال عند معظم دول الوطن العربي.
المستغرب أن النظام العربي لا يريد خلق علاقة متوازنة مع الغرب ويصر على أن تكون العلاقة مميزة! بل يضع الغرب في موقع الحكم الذي يلجأ إليه كلما ألمت مصيبة أو مشكلة بعالمنا، ونحن نعي ونفهم أن ما نعرفه عن الغرب وعن مؤامراته لا يمكن أن يخفى على صاحب القرار العربي ولكنه مع ذلك يتجاهلها أو يحاول تحويرها إلى صورة أخرى غير تلك التي نعرفها وهي العمل ضد المصلحة العربية لجميع الدول العربية ويغرق في تلك العلاقة غير الطبيعية ويعمقها أكثر وكأنه لا ملجأ غير أميركا ومن يتبعها من الدول الغربية لنجدة أمتنا، وهي الدولة التي لم تضع يدها في قضية إلا حولتها إلى مصيبة بحقنا، وحين نقول أميركا فإننا لا نعني الدولة الأميركية بمكوناتها الطبيعية، ولكننا نعني السياسة الأميركية التي كان لها الدور الأبرز في تلك المصائب التي حلت بنا منذ نشوء الكيان الصهيوني وربما قبله عندما وضعت قدمها في منطقة الخليج العربي وحتى الآن.
الكثير من السياسيين الأميركيين وبعضهم كان في موقع المسؤولية ويطلع من خلالها على الكثير من الأسرار، الكثير منهم تحدثوا عما تناولناه هنا منذ سنوات عن أن السياسة الأميركية خلقت ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية لتستخدمه بطريقتها الخاصة في زعزعة الكثير من الأنظمة العربية، بل وجهوا التهم لأناس معينين في هذه المؤامرة التي تدعي حاليا الدولة الأميركية أنها في حرب مع هذا التنظيم، حرب مستمرة منذ عدة سنوات بلا نتيجة مع انها دمرت بلدا بكامله في أيام ولكنها تعجز عن تنظيم مشتت هنا وهناك وتقف عاجزة عنه، وهذا ما يؤكد حقيقة نشأة هذا التنظيم الذي شد الكثير من المغيبين عندنا وعند غيرنا بالشعارات التي وضعت وبها يمكنه جذب هؤلاء المغيبين ليستخدمهم في تنفيذ ما تريده السياسة الأميركية.
مؤخرا نشرت جريدة أخبار الخليج في عددها يوم الأربعاء الماضي (27 يوليو) ما قالت إنها مؤامرة أميركية على مملكة البحرين من خلال خلق او العمل على خلق ميليشيات مشابهة لتلك التي أنشأتها في العراق ثم تركتها تعمل بصورة آلية وذلك لزعزعة النظام وتمزيق المجتمع البحريني الصغير من خلال إيجاد فتنة طائفية تقسم بها هذا المجتمع رأسيا بصورة تمنعه من الالتقاء مجددا في مواجهة هذه المؤامرة، وكنا نتحدث هنا في هذه الزاوية عن كل ذلك ولكننا كنا نوصف بمحبي نظرية المؤامرة وكأن هذه المؤامرة ليست حقيقية وواضحة لكل من يريد أن يعرف ويحلل، لا يهم، ولكن كل ذلك سيتكشف لاحقا وسيعرف من انخرط في هذه المؤامرة انه مثله مثل من دخل او أيد تنظيم الدولة معتقدا أنه تنظيم ثوري ضد الظلم ولا نريد ان نزيد على ذلك... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية