من الصعب قبول أي منطق يمكن أن يأتي من خلال ما يحدث في مصر والتفجيرات التي تجري يوميا في سيناء والقاهرة وغيرها من المناطق، لا يوجد مبرر لكل ما يجري بل توجد أسباب نعرف من خلالها لماذا يحدث ما يحدث ولماذا يقتل المسلم مسلما آخر.
يريدون الحكم بالقوة ومهما حدث، وحين قال “محمد مرسي” إنهم سيحكمون لمدة خمسة قرون على الأقل فإنه كان يعني ذلك، يعني أنهم وصلوا إلى الحكم ولن يتركوا المكان والقوة التي بنوها طوال العقود الماضية ستكون جاهزة فكريا وماديا لتحقيق ذلك، وكانوا يتحدثون في السابق عن الديمقراطية، وكنا نعرف قبل ذلك أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية وقلنا قبل ذلك ان هذا المبدأ يستخدمونه في اتجاه واحد فقط، اتجاه وصولهم للحكم ثم ينتكسون عليه وينتهي من أجندتهم وهذا ما حدث بالضبط في مصر ويحدث في بلاد عربية أخرى.
يتحدثون عن الشرعية وأن محمد مرسي تم انتخابه من خلال الصناديق – مع أن الصناديق في عالمنا العربي تستخدم للتزوير – ولكن لنقل إن ذلك حدث وإنه تم انتخابه عن طريق التصويت وإنه حصل على 12 مليون صوت – مع ان الكثير من تلك الأصوات كانت نكاية في الفريق “أحمد شفيق” وليس إيمانا بمرسي أو جماعته – ولكن لنقل ذلك، ولكن أكثر من ثلاثين مليونا خرجوا يرفضون مرسي، وجميعهم يملكون حق التصويت، بمعنى أن من رفضه يفوق من أراده أكثر من مرتين، فهل نجسد الديمقراطية هنا أم نقول إنها ذات اتجاه واحد فقط.
باستمرار يهرعون لإنكار أية علاقة لهم بالعنف والإرهاب، ولكن الحقيقة تختلف عن ذلك وكل يوم تثبت الأحداث أنهم يعيشون على العنف والإرهاب، وكانوا ينكرون من قبل أنهم كانوا وراء محاولة اغتيال عبدالناصر في الخمسينات من القرن الماضي ويدعون أنها مؤامرة عليهم من النظام بالرغم من اعترافات الكثير منهم مؤخرا بأنهم كانوا وراء تلك الحادثة، واليوم يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم كانوا في الحقيقة وراء تلك الحادثة وأنهم باستمرار يرفضون الرأي الآخر ويرفضون فكرة أن الشعب يرفض فكرهم ويريدون فرض ذلك الفكر بالقوة المادية التي بنوها بعد خروجهم من السجن باتفاق مع السادات بداية سبعينات القرن الماضي وفتح المجال لهم لبناء تلك القوة على أن ينالوا من عبدالناصر ونظامه ومع ذلك فشلوا في ذلك وفشل من مولهم وكان وراءهم.
أي إسلام هذا الذي يأمركم بقتل مسلم في رمضان وبهذه الصورة البشعة وما هو الفرق بينهم وبين باقي التنظيمات الإرهابية الأخرى كتنظيم داعش وغيره، مع فهمنا ومعرفتنا بأن هذه التنظيمات وليدة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، ونذكر من قتل الشيخ الذهبي في عام 1977 وهو الذي تربى على يد سيد قطب ونهل من فكره ومارسه في الكلية الفنية العسكرية عندما قتل الشيخ الذهبي، فما هو نوع الإسلام الذي يتحدثون عنه وأنهم يؤمنون به، هل إسلام مختلف عما نعرف؟
ربما يريدون من خلال إرهابهم ثني النظام في مصر عن المضي في محاكمات عناصرهم وإرهابه عن تطبيق العدالة المطلوبة، ولكنهم يجهلون أنهم بتلك الأفعال يدفعون النظام إلى الإسراع في تطبيق الأحكام التي صدرت بحق الكثير من تلك العناصر وعلى رأسها الإعدام، وحتى لو كان النظام يفكر في التمهل في تنفيذها، فإنه بما حدث مؤخرا سيتعرض لضغوط شعبية تلزمه تنفيذ تلك الأحكام، فهل هذا ما يرمون إليه؟.