العدد 2411
الجمعة 22 مايو 2015
banner
احترموا عقولنا... كفاكم استخفافا بها أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الجمعة 22 مايو 2015


كل من لديه معلومة ما، يظن في قرارة ذاته أنه الوحيد الذي يعرفها، وأن لديه القدرة على منع الآخرين من معرفتها مع ان ذلك غير صحيح، وتسير على هذا المنوال الكثير من الأنظمة والأجهزة السيادية في اماكن ومناطق كثيرة ظنا منها أن الشعوب قاصرة وغير قادرة على البحث والتحري والربط والتحليل بالضبط كما تفعل الحكومات والأجهزة التابعة لها، بل ربما حتى ما تظنه الأنظمة انه سر من الأسرار تعرفه الشعوب وتتناقله الألسن رغما عن الأنظمة.
نحن لا نملك أقمارا صناعية وطائرات تجسس تصور النملة على الأرض وتعرف ما يجري، ولكن لنا عقول تفكر وتفهم وترفض كل ما يتناقض مع المنطق والعقل الذي يميز البشر عن غيرهم والذي ميزنا به الله سبحانه وتعالى، ولكن الحكومات وأجهزتها لا تحترم عقولنا وتستخف بها وتصور لنا الكثير من الأمور على غير حقيقتها وتريد منا تصديق ما تقول.
يقولون لنا إن ما يسمى داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية هو تنظيم سلفي أو إسلامي على أقل تقدير وهو يحارب النظام في سوريا والعراق ومن خلفهم إيران، ولكن الحقيقة تقول إن هذا التنظيم يخدم هذه الأنظمة ويخفف عنها الضغوط التي يمكن أن تحل عليها بسبب ممارساتها بحق شعبوها... فمن نصدق، عقولنا أم أخبارهم غير الصحيحة، ويقولون إن هناك تحالفا دوليا نشأ لمحاربة ذلك التنظيم، وهذا التحالف يمارس القصف الجوي المستمر والذي يستمد معلوماته من الأقمار الصناعية وطائرات التجسس لما يقارب من عام ولكنه لم يفعل شيئا ولم يحقق إنجازا حتى الآن، بل ما نراه ان هذا التنظيم يزداد قوة وعنفا أكثر وأكثر ويترك موقعا ليحتل موقعا آخر، بل لا نراه يمارس القتل والتدمير في غير مواقع تابعة لجماعة السنة التي يقال إنه منها، فكيف تريدون منا تصديق ما تقولون وهو يتناقض مع العقل والمنطق؟
يقولون لنا إن ما يسمى بالحشد الشعبي في العراق المحتل هو جماعة من المتطوعين المدنيين الذين تطوعوا لمحاربة داعش ولكنه مسلح تسليحا جيدا ويفوق في قدرته الجيش العراقي ذاته، فكيف حدث ذلك، وهو يدمر كل ما يطأه من أراضي القبائل العربية السنية في العراق، وهو في هذا يتفق كليا مع ما يقوم به تنظيم داعش الذي يقولون إنه نشأ لمحاربته فكيف يريدون منا تصديق ذلك وهو يتناقض مع العقل والمنطق؟
ويقولون إن حكومة العراق ترفض ممارسات ما يسمى “الحشد الشعبي” في العراق ولكنها تناديه دوما كلما قيل إن داعش احتل مدنا عراقية ليدمرها ويقتل أبناءها ثم يقال إنهم طردوه منها ليحل في مدينة أخرى وكأنهم في لعبة بين بعضهم البعض مع ان العقل يقول إنهم يمارسون لعبة بحق فهمنا وعقولنا ويريدون منا تصديق كذبهم وتكذيب عقولنا.
ويقولون إن فارس لا علاقة لها بالعراق ولا سوريا مع ان العقل والمنطق والحقيقة تقول عكس ذلك وتقول إن داعش وراءه فارس والمخابرات الغربية وإن ما يسمى بالحشد الشعبي هو تنظيم فارسي غير عربي حتى لو دخلت فيه عناصر عربية اسما فارسية الهوى ويريدون منا تصديق ما يقولون استخفافا بعقولنا وقدرتنا نحن الشعوب على الفهم والتحليل والبحث عن المعلومة والمعرفة.
كفاكم استخفافا بنا وبقدرتنا، كفاكم استغباء لنا ولعقولنا، كفاكم ظنا بأننا عاجزون عن الفهم والتحليل، كفاكم كذبا مرة تلو الأخرى، قليل من الاحترام لهؤلاء البشر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية