العدد 2015
الإثنين 21 أبريل 2014
banner
العودة من جديد إلى الطريق الصحيح أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الإثنين 21 أبريل 2014

لا شيء يمكن أن يكون سارا في زمننا الحاضر مثل أخبار تقارب الدول العربية وزوال أو انتهاء الغمة التي تعصف بالعلاقات العربية - العربية، وآخر هذه العلاقات المتوترة هي ما حدث مؤخرا بين دول الخليج العربي حين أقدمت ثلاث دول منه على سحب سفرائها من قطر في خطوة متقدمة من التعبير عن الموقف أو الخلاف مع الدولة المعنية، وقلنا قبل ذلك ومازلنا على نفس الموقف إنه كان من المفترض أن تسبق تلك الخطوة خطوة أخرى أخف هي استدعاء السفراء وليس سحبهم، ولكن حدث ما حدث ولا يمكن إعادة الزمان.
مؤخرا وردت أنباء تفيد بأن الخلاف في طريقه للمعالجة والإنهاء ربما بواسطة كويتية دون وضوح حول الكيفية التي سيتم بها حل الخلاف الخليجي العربي والدور غير العربي في هذه العملية ونأمل انعدامه وعدم تأثيره لأن الدور الأجنبي لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون في صالح الدول العربية في الخليج العربي ولا لشعب هذه المنطقة، ومن يقرأ التاريخ يعي انه لا يمكن أن يكون للخارج وعلى رأسه الغرب تحرك مفيد لدول المنطقة، فالتاريخ مليء بالأمثلة على ما نقول القديم منه والحديث، لكن المهم في هذا كله أن يعي إخوتنا في قطر الخطر الداهم على المنطقة ويعملوا من خلال ذلك الفهم، وبالتالي يكون حل الخلاف من خلال هذا الطريق مع عدم الضغط الزائد عليهم في نفس الوقت.
نعي كذلك بوجود ألغام تحت الأرض وضعها الاستعمار البريطاني خلال وجوده ومازال الغرب يواصل زرع تلك الألغام بصور مختلفة لوأد أي تحرك للأمام يمكن أن تقدم عليه دول المنطقة وأي توجه مستقل للقرار يمكن أن تعمل عليه أو حتى تفكر فيه وأي توجه وحدوي بينها، وهذا أمر لا نعتقد بجهل أصحاب القرار به ولكن لا نرى عملا على التخفيف من أثره.
أول تلك الأعمال التي تخفف من تلك التأثيرات لألغام الغرب هي التوجه الوحدوي وبأية صورة ممكنة تختزل القرارات الكبرى في المنطقة لجهة واحدة، أيا كانت، وتمنع تعدد القرار فيها تبعا لأهواء شخصية أكثر منها سياسية واقعية وعملية، فإبعاد جماعات الإخوان من قطر وتقييد حركتهم مؤقتا حتى تنتهي مغادرتهم الأراضي القطرية ليس هو الأهم للمستقبل مع أهميته الحالية وضرورة إقدام دولة قطر عليه، ليس إرضاء لدول الخليج العربي الأخرى، بل لأنه ضروري لمستقبل المنطقة ككل حيث أدركت معظم الدول العربية مؤخرا خطر تواجدهم فيها وخطر عملهم السياسي اللادعوي مع أن هذه الدول هي التي مهدت الأرض لهم ولغيرهم من التيارات السياسية المشابهة سنوات طويلة للنمو والتطور والانتشار ومحاربة التيارات الأخرى، ثم بدأت هذه الدول تجني حاليا ما قامت به وعملت عليه وكأنها كانت تغرس خنجرا في جسدها وبيدها طوال تلك السنوات وحتى الآن عند البعض منها، المهم من كل ذلك هو ألا يكون التقارب الجديد بين الدول المختلفة وحل الإشكالية التي سادت العلاقات مؤخرا مجرد عملية ترقيعية للعلاقات، بل من المهم أن تكون عملية أساسية تدخل فيها سلطنة عمان التي تغرد سياسيا بصورة منفردة بسبب وضعها الجغرافي والتاريخي الخاص – حسب رأي المسؤولين فيها - وليس الدول الخمس الحالية فقط، وتكون بتوجه وحدوي جديد بين الدول الست قبل ضم دول عربية أخرى، فالتوجه الوحدوي، وبأي شكل يتم التوافق عليه، سينزع أهم الألغام التي زرعها الاستعمار البريطاني في الخليج العربي وهي الألغام الحدودية بين الدول العربية المختلفة... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .