العدد 2013
السبت 19 أبريل 2014
banner
القانون... لماذا؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
السبت 19 أبريل 2014

فعلا قد يتساءل البعض عن أهمية وضرورة وجود القانون إن كان لا يستخدم، أو ربما يستخدم للتغطية على ممارسات معينة فيستخدم عند الحاجة فقط ويتم تجاهله عند الحاجة كذلك.
القانون في مفهومه لا يتجاوز كونه أداة لتنظيم العلاقة بين البشر بعضهم البعض أو بينهم وبين المجتمع يعرف من خلاله الإنسان حقوقه عند الغير وواجباته تجاه أولئك الغير وما يحق له وما هو ممنوع عليه وما يمكن أن يلقاه من جزاء لو تجاوز تلك الحقوق أو امتنع عن أداء تلك الواجبات، ولا أظن أن هناك قانونا يمكن أن يخرج عن تلك المنظومة أو الفهم.
وعندما اتفق البشر على وضع القانون فإنهم من خلاله أرادوا تنظيم تلك العلاقات والخروج من حالة الفوضى التي كانت عليها البشرية، وأن يعرف كل إنسان ما له وما عليه، هادفين من خلال ذلك إلى إيجاد حالة من الاستقرار وسيادة الأمن على الجميع في نوع من تقنين المساواة بينهم والخروج من حالة القوة التي كانت تمثل القانون ليحل محلها الحق ممثلا لذلك القانون.
من ذلك يمكن الفهم أن أحد الأسس التي يقوم عليها القانون بصفة عامة هو مبدأ المساواة بين البشر، فالقانون من المفترض أن يكون أعمى لا يرى من أمامه ولكن ينظر فقط ما هو أمامه فلا يفرق بين البشر ولكن يميز بين الحالات التي يعالجها، وحين يحدث ذلك يمكن القول بأن هناك عدالة مستقرة من خلال سيادة القانون والمساواة التي يطبقها على البشر.
ولكن حين يتم التحايل على ذلك القانون أو حين يتم تجاهله مع أناس والتشدد في تطبيقه على الآخرين فإن ذلك القانون يفقد حينها قيمته المطلوبة ويتحول إلى مجرد حبر على ورق لا قيمة له ولا فائدة من ورائه ولا يستطيع تحقيق ما هو مرجو منه من جانب تحقيق العدالة والمساواة بين البشر، ونعود بذلك إلى مجتمع التفرقة بينهم.
هذا لا ينطبق فقط على القانون بالمفاهيم السائدة، بل حتى على القرارات والأنظمة النابعة من ذلك القانون والمنفذة له، فالكثير من تلك الأنظمة والقرارات وفي العديد من المجتمعات، ونحن منهم بطبيعة الحال، يتم وضع تلك الأنظمة ليتم استخدامها وقت الحاجة فقط وعلى أناس دون أناس آخرين، فإن كان من أمامي من المقربين المحبوبين أو من النافذين القادرين فإن النظام تتم تنحيته جانبا إذا تعارض معهم أو حد أو منع تنفيذ رغباتهم، ولكنه، أي النظام، يكون واضحا وجليا وقائما حين يكون من أمامي من أريد عرقلة تقدمه أو وقف تنفيذ ما يريد، والأدهى من ذلك حين يساء استخدام ذلك النظام بوضعه ودون حاجة أمام من أريد أنا عرقلة تقدمهم وإعطاءهم ما يستحقون لأنني لا أريد ذلك.
هذا يحدث في مواقع كثيرة عندنا لا داعي لحصرها، فكما يقال “اللي على راسه ريشه يعرف نفسه”، ولكن الخطورة في هذا النهج هو الإحساس الذي يملأ نفس وشعور من يمر من البشر بهذه التجربة أو الحالة، ونعني بها استخدام النظام والقانون وبصورة ملفوفة لإعاقة نيلهم ما يستحقون، وهو الإحساس بظلم لا يستطيعون إزالته يقع عليهم من المجتمع بمجمله لأنهم لا يمكن أن يميزوا حينها بين المجتمع وبين فئة قادرة على تطويع النظام لصالحها، ولهم الحق في ذلك خصوصا حين يكون المجتمع عاجزا عن إعطائهم حقوقهم كما حددها القانون والنظام.. أليس كذلك؟ وحينها يكون لهم الحق في التساؤل عن.. القانون.. لماذا؟ والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية