العدد 2419
السبت 30 مايو 2015
banner
درس إلياس راشد الغائب
راشد الغائب
تيارات
السبت 30 مايو 2015



استرد الله أمانته بذهاب الشاب إلياس، نجل الزميل علي جواد، إلى مثواه الأخير. 12 يومًا صعبًا وعصيبًا مرّت به العائلة البحرينية الكبيرة. 12 يومًا من الانتظار. من الأمل. من الدعاء. من الصبر.
كان الشاب إلياس (17 عامًا) يلعب مع أصدقائه في منطقه سكنه بالسنابس. سقط مجهدًا، وتوقف نبض قلبه. جميع المحيطين معه بالملعب يجهلون طريقة إسعافه؛ ليسترد نبضه. تأخرت سيارة الإسعاف. وأنقذ طبيب القلب المعروف د. حبيب الطريف الشاب، بإرجاع النبض لجسمه، ولكن التأخر في الإسعاف أتلف الكثير من خلايا الدماغ، فدخل الراحل في غيبوبة ثم انتكست صحته، وتدهورت شيئًا فشيئًا، إلى أن شاء ما أراده الله سبحانه وتعالى.
التقيت مع إلياس مرتين. المرة الأولى في البيت الجديد. البيت الذي انتظرته الأسرة لسنوات طويلة. كانت الأسرة، المؤلفة من أب وأم و3 أولاد، سعيدة بلا حدود، بالحصول على الوحدة الإسكانية.
أما المرة الثانية، وما تلتها من مرات، فهي عندما كان بالمستشفى العسكري.
ترك إلياس للبحرينيين درسًا مهمًّا. يتعين علينا أن نتدرب على كيفية الإسعافات الأولية.
ويجب تعميم ثقافة التدرب على الإسعافات الأولية، والإنقاذ، بشكل متلازم مع قصص واقعية، لربط أهمية ذلك التدريب.
وأوجه الكلام لنفسي أيضًا، فلطالما مررتُ أخبارًا للنشر عن مشاريع تدريبية عن الإسعافات الأولية، ومن بينها مشروع “مسعف لكل بيت”، الذي أطلقته جمعية الهلال الأحمر البحريني أو ما يرد من “برودكاستات” عبر “الواتس اب”، ودون أن أنتبه لجهلي بألف باء الإسعافات الأولية.
بالفعل، يجب العمل على تحويل شعار “مسعف لكل بيت” إلى واقع ملموس، وهو ما يتطلب تضافر مختلف الجهود الرسمية والأهلية والخاصة.

تيار
“يهزم الضعيف القوي إذا كانت القضية عادلة”.

سوفوكليس

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .