العدد 2598
الأربعاء 25 نوفمبر 2015
banner
آن فرانك الشيشانية... وبوتين خالص جلبي
خالص جلبي
الأربعاء 25 نوفمبر 2015


يظهر على السطح كتاب لسيدة شيشانية اسمها “بولينا شيريبزفا” وهي تذكر بقصة آن فرانك الهولندية التي اختبأت مع عائلتها في هولندا حتى دل عليهم جاسوس متعاون مع النازيين فرسى مصيرهم في نار “آوسشفيتس”.
شيريبزفا التي يطبع كتابها حاليا مترجما في ألمانيا روت ذكريات الطفولة عما شاهدت من تدمير جروزني على شكل يوميات ورسمات مثل آن فرانك فاستحقت أن تأخذ لقب آن الشيشانية.
إنها تذكر السر الخبيث لبوتين حين دمر الشيشان وبنى امبراطوريته على الجماجم بعد أن فشل يلسين في المهمة. روت السيدة مذكراتها وهي طفلة كما في قصة (آن فرانك الهولندية) وهذه لها قصة مستقلة لوحدها، تروي أسلوب بوتين في التدمير بحيث نقارن بين غروزني وباب عمرو فنعرف من هو الدماغ والسلاح الخبيث والمنهج الشيطاني في التدمير وأن الصبي بشار ليس أكثر من بيدق تافه في اللعبة.
أما الرفيق ماوتسي دونج الذي خلدته الكاتبة الصينية يونج في كتابها (البجعات البرية) الذي كان يرسل الناس إلى الموت بالمسبغة والثورة الثقافية يقول: أليس جميلا أن أمنح خصومي أجمل لحظات حياتهم حين يفارقونها بمواجهة أعظم لحظة هي لحظة الموت السرمدي.
هل سيكون مصير الفارين على وجوههم من السوريين أفضل في غابات الغجر المجر، ومستنقعات صربيا، وأسلاك كرواتيا، وبحار المتوسط، ليصلوا إلى أراضي الإصلاح الديني في الشمال الأوروبي؟ هل ستكون نهاية الرحلة فيبنون حياتهم الجديدة بدون التفكير في العودة إلى الخلف؟.
هل سيأخذ السوريون مجرى البلاشفة البيض. ويبقى بشار البراميلي في سدة الحكم مثل فرانكو مع اللعنات في الدنيا والآخرة، حتى يقبض ملك الموت روحه الخبيثة. أظن أن هناك ضربا من الفروق، ولكن أفهم وخارج السياق السياسي ثلاث حقائق مطمئنة:
ـ الشعوب قوة لا تقهر، ولو بأعتى الأسلحة وأعظم الجيوش وأكبر الطائرات مثل انتنوف. ويمكن مراجعة كتاب روبرت غرين عن الـ 33 قاعدة في علم الاستراتيجيات أن نحب أثينا التي مارست الفلسفة والحرب والمعركة والحكمة. وليس مع قوة آرس الفظة.
ـ والثانية أن الاحتلال الخارجي يشكل أجساما ضدية في البدن الاجتماعي، كما هو الحال في الأمراض، مما يستدعي الجهاز المناعي لتشكيل الأجسام الضدية، التي تقضي في النهاية على الأجسام الجرثومية الغازية المقتحمة، وهو سيكون مصير الروس هذه المرة بنهاية رحلة صعود بوتين (Career)، ربما يذكر ما حصل للاتحاد السوفيتي الذي انهزم في أفغانستان حاملا الجثث والتوابيت ثم انفلاق وتصدع وتشظي أكبر قوة عالمية لتنتهي أسطورة الاتحاد السوفيتي إلى الأبد ومعها الشيوعية الصفراء؟.
لا نعرف على وجه التحديد كيف ستكون نهاية روسيا مع زحف الشباب الجهاديين من كل مكان يحملون الموت لهم وللروس.
ـ الأمر الثالث أن الطغيان نهايته وخيمة.
أعجب ما في الملحمة السورية أسطورة الشعب السوري، فلم يبق العالم كما كان.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية