العدد 2329
الأحد 01 مارس 2015
banner
الإرهابيون مكانهم مزبلة التاريخ د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الأحد 01 مارس 2015


سنظل نكتب عن قبح الإرهاب وبشاعة الإرهابيين ومن يمولهم هنا وهناك، وسنظل نقول: ما أقبح السياسة وما أقبح الإرهاب، وما أكذب الشعارات التي يطلقها هؤلاء باسم الدين والدين منهم براء، ولعنة الله على السياسة والسلطة، طالما أن الأبرياء يسقطون على أيدي الذين يرفعون شعارات براقة ويدعون أنهم يحملون الخير لهذه الأمة.
فباسم الدين يقتل الأبرياء وباسم الخلافة الإسلامية تنتهك الحرمات وتغتال براءة الأطفال الذين لا ذنب لهم ولا جريرة.
لو كان هذا هو الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة المكرمة شبرا واحدا،ولكن الإسلام هو دين السماحة والمودة والعطاء والمحبة والبناء، الإسلام بريء من الكذب والنفاق والسعي في خراب الأمم.
حتى المقاتلون أو الفاتحون الأوائل باسم الإسلام كان شعارهم: “لا تقتلوا طفلا أو امرأة ولا تقطعوا شجرة”.
أما رافعو رايات “الجهاد” في زماننا فيقتلون عشرات الأطفال وينكلون بالنساء من أجل تحقيق دولة الخلافة المزعومة ويضعون العبوات الناسفة في طريق الناس ليقتلوهم ظلما وعدوانا.
هل جاء في كتاب الله أو سنة رسوله أو أي أثر من آثار أهل العلم والحكمة أن يجاهد المسلم بوضع عبوة ناسفة في طريق الناس تقتل وتشوه وتقعد عشرات الأبرياء حتى وإن كان المقصود شخصا غير كل الذين سقطوا؟
هل من أجل اصطياد شخص يرونه عدوا لهم يقتلون الأبرياء بأي عدد؟ أي دين هذا الذي يرفعون راياته؟ وأية دولة هذه التي سيقيمونها بالدم والتخريب؟
الكاذبون لا يحق لهم التحدث باسم الدين ولا يحق لهم أن يسعوا إلى إقامة دولة باسم الاسلام، والعملاء الذين تستخدمهم “السي آي ايه” وغيرها وتمدهم بالمال والمعلومات لا مكان لهم في الحكم ولا مكان لهم في أوطانهم التي يخونونها ليلا ونهارا، وإنما مكانهم في مزبلة التاريخ لأنهم خانوا الله والوطن.
الذين يمارسون القتل باسم الدين لا يصنعون سوى شيء واحد وهو طعن الإسلام وتشويهه وخدمة أعدائه، ولا يمكن لمثل هؤلاء أن يقيموا دولة أو يصنعوا استقرارا أو اقتصادا أو عدلا، فلعنة الله على الإرهاب وعلى خوارج هذا الزمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية