العدد 2013
السبت 19 أبريل 2014
banner
امنحوا الشباب فرصة محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
السبت 19 أبريل 2014

مستقبل الشباب غير مطمئن، هذا ما تؤكده أرقام البطالة المفزعة في صفوفهم. نسبة البطالة بلغت 23 في المئة. وليس بإمكان احد الاستهانة بهذا الرقم كونه يلخص مأساة الشباب وواقعهم المرير. الحلول باتجاه هذه المعضلة لا تتعدى جرعات تشبه حبات الأسبرين. طبقا لإحصائية فإن الشباب البحريني الواقع بين 15 و21 سنة بلغ عددهم 14 % وهذا ما يحمل الجهات المسؤولة عن البطالة مسؤولية كبيرة في توجيه الطاقات الشبابية.
جمعية ملتقى الشباب البحريني، وهي عبارة عن تجمع شبابي، أجرت دراسة قبل أشهر على عينة بلغت 1028 شخصا من الشباب البحريني - من الجنسين - الواقع في الفئة العمرية من الخامسة عشرة حتى الثلاثين وكانت نتيجة الدراسة ان 77 في المئة من هذه الشريحة لا يعملون في الوقت الحاضر وهناك أكثر من نصف الشباب بما يقدر بـ 58 في المئة يرغبون في الحصول على دوام جزئي. و44 في المئة منهم يعتقدون ان الحصول على الوظيفة التي يتمنونها لا يتم الا عن طريق الوساطة. كما كشفت الشريحة ان نصف الذين يعملون في الوقت الحالي حصلوا على وظائفهم بمجهودهم الشخصي في متابعة الوظائف الشاغرة والتقدم اليها.
الشباب مغيبون عن تبوء المواقع في الكثير من الوظائف والسبب كما يبدو لنا هو ان البعض متشبث بموقعه رغم بقائه في وظائفه سنوات مديدة. المشكلة ذات أبعاد متعددة فمن جهة باتوا غير قادرين على تطوير قدراتهم وبالتالي قلة الانتاجية ومن الجهة الثانية عدم اتاحة المجال لذوي الكفاءة من الشباب لقيادة المؤسسات والادارات.
يخشى الطاعنون في الوظيفة اشراك الاجيال الشابة في القيادة لانهم يعون جيدا ان هذه الفئة العمرية قادرة على النهوض بعبء العمل الاداري بما يتجاوز قدراتهم وأن منحهم الفرصة سيقصيهم من مواقعهم.
في كل عام وبعد ان يصدر ديوان الرقابة المالية والادارية تقريره السنوي وما يتمخض عنه من فساد او اهمال لهذا المسؤول او ذاك فإنني اتساءل: متى يقدم هؤلاء استقالاتهم؟ بل متى يعترفون بأخطائهم؟ لكن المحزن ان هذه الثقافة غير واردة في مجتمعنا. إن كل مسؤول طالته شبهة الفساد يجب على اقل تقدير ان يعلن استقالته من وظيفته فورا حفاظا على المؤسسة التي يديرها وإحلال من هو أقدر وأجدر بقيادتها.
وبعد.. هل ندرك حجم الخسارة التي نتكبدها ازاء التفريط في هذه الطاقات وإذا بقي هؤلاء مبعدين عن المواقع المناسبة لهم. بصراحة رغم تقديرنا للجهود التي تبذل لهم الا اننا نعتقد ان المنافذ اغلقت في وجوههم وبات البعض على رصيف الانتظار يحلم بالوظيفة.
ليس من العدل ولا المنطق اتهام الشباب بأنهم يتموقعون في الفضاء الافتراضي كالفيس بوك والتويتر والانستغرام ويمضون الساعات في لغو فارغ بل ان الموضوعية ان هؤلاء لا يشكلون الا قلة من بين الاغلبية من الشباب التي تكافح وفي اكثر من مجال لتأكيد وجودها وجدارتها.. ناهيك عن كون فئة منهم كسبت الثقة وحققت منجزات ابداعية مذهلة.
وأخيرا.. بقاء الشباب في دائرة البطالة قد يستدرجهم نحو الانحراف بكل انواعه والسقوط في هوة التعصب. ومهمة انقاذ شبابنا تقع على عاتق الدولة ممثلة بوزارة العمل باعتبارها الجهة المسؤولة عن توفير فرص العمل المناسبة كما انها مسؤولية قطاع الشباب والرياضة بإجراء دراسات موسعة للنهوض بواقعهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .