العدد 2419
السبت 30 مايو 2015
banner
صوتنا بخصوص كامب ديفيد (2-2) د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ما وراء الحقيقة
السبت 30 مايو 2015

ما تمخضت عنه نتائج محادثات القادة الخليجيين والرئيس أوباما بكامب ديفيد جعلنا أولاً لا نثق أبدًا بإيران وتعهداتها بخصوص الاتفاق النووي. إذ لا يمكن الوثوق بدليل نصت مادة بدستورها على التدخل بشؤون الغير نصرة لما تسميه بالمستضعفين. وثانيًا جعلنا نؤكد أن على المؤسسات الإعلامية الخليجية ضرورة التصدي وبكل حزم لمسوقي تصدير الثورة من الخونة والعملاء في دول الخليج والدول المحتلة ايرانيًّا كالعراق ولبنان وسوريا.
ثالثًا التوحد الخليجي. هناك نقطة قد تكون خفت على الكثيرون وهي أن هذه القمة شهدت عدة مكاسب مهمة يجب أن تؤخذ بالحسبان، ولعل أبرزها هو هذا التوحد الخليجي الكبير والفريد من نوعه في الخطاب والرؤية السياسية، من خلال التفاوض مع رئيس أكبر دولة في العالم، والذي كان عاملا مهمًّا في احترام واشنطن وتقديرها لمطالبنا أثناء القمة، وتوسيع مساحة التفاهم بينهما خلال المرحلة القادمة، وهذا بحد ذاته أوضح رد على المشككين بمواقف دول المجلس من مسألة الوحدة الخليجية ومسيرة مجلس التعاون. كذلك فإن التعهد الأمريكي بالحفاظ على الشراكة الاستراتيجية وخصوصًا الأمنية والعسكرية بين دول المجلس وواشنطن يعتبر مكسبًا كبيرًا لدول الخليج، سيمكننا من القيام بدور أكبر على مستوى القضايا الإقليمية والدولية. لهذا فإن هذا التوحد الخليجي غير المسبوق خصوصًا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الخليجية، هو أكبر انتصار خليجي على الساحة الدولية، مما يؤكد قوة ومتانة وتقدم مسيرة مجلس التعاون.
وفيما يتعلق الأمر بخصوص تدخل واشنطن الدائم بشؤوننا الداخلية، وفق نظرتها وفلسفتها الغربية، التي لا تتوافق مطلقا مع فلسفتنا المجتمعية القائمة على الركائز الإسلامية المحافظة، فإننا نقول ونكرر القول دائمًا إنه تقديرنا الكبير لنصائح أصدقائنا الأمريكيين خلال هذه القمة، وتدخلهم بالشؤون الداخلية الخليجية للمجتمع الخليجي كقضايا المرأة والشباب، إلا أننا نؤكد أننا الوحيدون القادرون، كأفراد مجتمع وجمعيات مدنية وهيئات حكومية، على مناقشة ومعالجة مشاكلنا بأنفسنا، والعمل على تطوير وإصلاح مجتمعنا بما يتوافق مع قيمنا ومبادئنا الإسلامية. وإذا كان أصدقاؤنا الأمريكيون حريصين على مثل هذه الأمور، فيجب عليها العمل على وقف عمليات قتل وإبادة المرأة والأسرة والطفل بسوريا والعراق واليمن، من قبل الجماعات الإرهابية التي ترعاها إيران، وتغض الطرف عنها كل من المنظمات الغربية بل وحتى الدول الغربية نفسها من اجل سواد أعين إيران.
وبخصوص الانتقاد الدائم لنا كخليجيين بالمساس بما يسمونه مبادئ حقوق الإنسان، ومنها الشذوذ الجنسي ونوع حياء المرأة كحقها في ممارسة العلاقات غير الشرعية، بالإضافة إلى اتهامنا بعدم الجدية بالتصدي للجماعات الإرهابية، فنقول إنه لن ولن ولن نسمح أبدًا بالتدخل بشؤوننا الأخلاقية، وسنتصدى لكل مبادئ بهيمية يسميها أصدقاؤنا الأمريكيون بحقوق الإنسان. كذلك ومع ترحيبنا بنتائج القمة والخاصة بالحرب على داعش والقاعدة، فإن ذلك الترحيب يجب ألا ينسينا الوجه الإرهابي الآخر، الذي يفوق داعش والقاعدة كخطر على الإنسانية، وهي الجماعات الإرهابية التي أسستها ورعتها ودعمتها إيران كحزب الله وجماعات الحوثي والحشد الشعبي وفيلقي بدر والقدس، والتي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتتغاضي عنها الدول الغربية مفضلة تحقيق المصلحة السياسية مع إيران على الدفاع، عن حقوق الإنسان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية