العدد 2811
السبت 25 يونيو 2016
banner
إلى “هيئة الكهرباء” مع التحية سميح بن رجب
 سميح بن رجب
السبت 25 يونيو 2016

إن حجم الإنفاق الحكومي في مجال الكهرباء يشكل ثلث ميزانية الحكومة السنوية تقريباً، وجُل هذا المبلغ يصرف تحت بند الدعم الحكومي للمستهلك بشكل عام، حيث مازالت الحكومة تدعم المستهلك بما لا يقل عن 350 مليون دينار سنوياً، علماً أن هذا الدعم السنوي سيبدأ بالانخفاض تدريجياً وعلى مدار الأربع سنوات القادمة بعد تطبيق النظام الحسابي الجديد على المستهلك.
التصريحات الرسمية الأخيرة أكدت أن المتوقع في عام 2018 زيادة محطة الحد للكهرباء والماء إنتاجها من الكهرباء بحدود 1234 ميجاواط وعليها ستلتزم الحكومة بِشراء هذه الكمية الإضافية والتي تقدر بمبلغ 769 ألف دولار يومياً أي بحدود 280 مليون دولار أميركي سنوياً، ناهيكم عن حجم الخسائر في الخزين العام للغاز الطبيعي إضافةً إلى الزيادة في الأضرار البيئية، وبطبيعة الحال هذا الالتزام المالي سينعكس على المستهلك بشكل عام في حين باستطاعة الدولة أن تستغني عن هذا الإنتاج الإضافي من الكهرباء التقليدي لو فكرت بجدية في الدخول بِمجال الطاقة المتجددة التي ستوفر على الحكومة والمستهلك الكثير من الالتزامات المالية.
حسب المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية ان دول مجلس التعاون الخليجي يمكنها تحقيق عوائد قد تصل إلى 200 مليار دولار سنوياً من دمج خطط ومشاريع الطاقة المتجددة بحلول العام 2030، وأوضح المركز أن مشاريع الطاقة المتجددة ستوفر نحو 116 ألف وظيفة سنوياً في دول مجلس التعاون إضافة إلى تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بحدود 2.1 غيغا طن (تقدر بحدود 21 مليار دولار أميركي في الأسواق العالمية) وتوفير نحو 3.9 مليارات برميل من النفط تبلغ نحو 300 مليار دولار سنوياً.
وأوضحت الدراسة أن الدول العربية وضعت طاقة الرياح والطاقة الشمسية ضمن الأهداف المراد تحقيقها حتى عام 2030 مبيناً أن المغرب يسعى لتوليد 42 ٪‏ من الطاقة المتوفرة في البلاد من الطاقات المتجددة في حين تريد تونس تحقيق 30 ٪‏ ومصر 20 ٪ ولبنان 12 ٪‏ والأردن وفلسطين 10 ٪‏ والجزائر 6 ٪‏.
نرى في هذه الدراسات أن معظم دولنا العربية لها التوجه الجاد للدخول في جميع استخدامات الطاقة المتجددة وفي غضون سنوات بسيطة قد تسبق دولنا العربية ألمانيا الاتحادية بالرغم من تقدمها الملحوظ لجميع دول العالم في استخدامها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حالياً وهنا نتساءل لماذا مملكة البحرين بعيدة جداً عن هذا التوجه رغم حاجتنا الماسة لتخفيض النفقات، ورغم العروض الكثيرة التي تقدم لهيئة الكهرباء ولا تجد لها مُجيبا؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية