العدد 2871
الأربعاء 24 أغسطس 2016
banner
جيش الحرب العدواني عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأربعاء 24 أغسطس 2016

 شكل النظام الإيراني مؤخرًا جيشًا عدوانيًا للحرب ضد العرب في العراق وسوريا واليمن وفي أقطار الخليج العربي تحت مسمى (جيش التحرير) بقيادة قائد فيلق القدس الإرهابي المجرم قاسم سليماني، وهو بمثابة الحاكم العسكري للعراق في الوقت الحاضر. وهذا الجيش متعدد الهويات. واخترق النظام الإيراني الأقطار العربية بعد أحداث الربيع العربي، فعمل على تدريب وتأهيل وتجهيز عناصره في تلك الأقطار من أجل السيطرة والهيمنة عليها.
ويَدعي النظام الإيراني أن الهدف من تشكيل هذا الجيش هو “محو إسرائيل”، عِلمًا أن النظام الإيراني الحالي ومنذُ تسلمه السلطة لم يَطلق رصاصة واحدة على قوات العدو الصهيوني، بل تجمع بينهما علاقات ود في عدد من المجالات العِلمية والتقنية والعسكرية بجانب اتفاقهما على عدائهما العرب واحتلال الأراضي بقوة السلاح، فالنظام الإيراني يحتل الأحواز والجزر العربية الثلاث بجانب رغبته احتلال المناطق المقدسة في المملكة العربية السعودية، وسيطرته السياسية وهيمنته على العراق ولبنان واليمن وسوريا. وقد اعترف أحد جنرالات النظام الإيراني (بأن للنظام كوادر وقيادات من لبنان والبحرين واليمن)، وهذا الجيش العدواني يساند مليشيات “فاطميون الأفغانية وزينبيون الباكستانية والحيدريون العراقية وميليشيات حزب الله المنتشرة في بعض الأقطار العربية”، وينظر إليهم النظام الإيراني النظرة الدونية، ويَضعهم في الخطوط الأمامية من أجل تنفيذ مخططاته وأجنداته العدوانية ضد الشعب العربي وأقطاره.
إن تواجد الإرهابي سليماني مؤخرًا في مختلف محافظات العراق لقيادة المعارك الإيرانية يؤكد حقيقة أهداف جيش التحرير في العراق وفي المنطقة العربية، خصوصا أن المذكور مسموح له بالدخول للأراضي العراقية بلا جواز سفر كونه مستشارا عسكريا لدى الحكومة العراقية والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب العراقي، وبتعبير آخر هو الحاكم العسكري للعراق والآمر والناهي على أراضيه وميليشياته الحاكمة. وتؤكد تقارير العديد من المنظمات الحقوقية أن هذه الميليشيات قامت بالعديد من الانتهاكات ضد آلاف المدنيين العراقيين أثناء عملياتها العسكرية في الموصل والفلوجة وفي مُدن عراقية أخرى.
إن النظام الإيراني يحتل أراضي العراق من خلال أحزاب وقوى سياسية مؤسسة في طهران، ومن خلال الحرس الثوري المتواجد في ساحات وميادين العراق بشكل متزايد وبأسلحة حديثة ثقيلة ومتوسطة، ومن خلال زج ميليشيات بدر في صفوف الشرطة الاتحادية التي قامت بجرائم مروعة بحق المواطنين العراقيين العِزل. إن وجود الإرهابي سليماني على أراضي العراق لا يُساهم في زيادة الوضع سوءًا فقط بل يعزز الاضطرابات والقلاقل في أقطار الخليج العربي، وهذا النظام مازال يتبجح باحترام مبدأ حُسن الجوار ويَدعي دعمه ومساندته الأمن والاستقرار في المنطقة!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية