العدد 2678
السبت 13 فبراير 2016
banner
الـفـن رسالة ومسؤولية وطنية عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
السبت 13 فبراير 2016

أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر أثناء استقباله بقصر القضيبية رئيس وأعضاء مجلس إدارة مسرح أوال وممثلي الوفود المشاركة في مهرجان أوال المسرحي التاسع (أهمية رسالة الفن في إبراز المقومات الحضارية للأمم والشعوب، ودور الفن في إبراز مكنونات المجتمع وتطلعاته وآثاره الإيجابية على الوعي العام). هذه الرؤية الشفافة والنزيهة للفن استطاعت أن تنقل الفن البحريني إلى الآفاق العربية، وذلك بفضل المساندة الكريمة لسموه للفن ورعايته الكريمة لإبداعات الفنانين في البحرين، حيث تحظى مملكة البحرين بنخبة متميزة من الفنانين المسرحيين لمختلف الفنون الأخرى.
وتوافقت رؤية سموه حفظه الله ورعاه للفن مع ما حققه الفن البحريني من إبداعات في مختلف المجالات الفنية، فالفن ليس فقط مجرد أداء واستعراض بل إنه يرسم من خلال خطوطه ومنهجه مسيرة الوعي الشعبي والوطني، وتبرز أدواره في حضارة وفكر وثقافة مملكة البحرين وشعبها. وأكثر ما يؤكد رؤية صاحب السمو، أن الفن رسالة مجتمعية، أنها قادرة على التعبير عن قضايا المجتمع في كل المجالات، وأنها مسؤولية وطنية كبيرة تشرف بحمل عبئها الفنانون البحرينيون الذين كان لهم الفضل في (الارتقاء بالذوق البحريني لأجيال متعددة، وهي أصالة تجذرت في المجتمع البحريني عبر السنين).
إن الارتقاء بالذوق العام البحريني كان بفضل تطور الفن بأشكاله المتنوعة، وهذا يعود إلى ما يحظى به الفن من دعم سموه الكريم ومساندته الدائمة للحركة الفنية والمسرحية في مملكة البحرين، وهذا الدعم أعطى الفنانين حافزًا لتحقيق المزيد من الإبداع، مما أكسبه سمعة متميزة بحرينيًا وخليجيًا وعربيًا ودوليًا. خصوصا بعد أن وصل الفن البحريني إلى مستويات متطورة تحمل في طياتها كل المشاعر والأحاسيس النبيلة التي تختلج في صدور الفنانين، التي استطاعت أن تقدم صورة حضارية تعبر عن مراحل التقدم والبناء التي تعيشها مملكة البحرين.
إن المهرجان المسرحي لمسرح أوال السنوي يعد تظاهرة ثقافية بحرينية وخليجية وعربية، وهي فرصة ليس فقط للفن المسرحي بل أيضًا مناسبة للاحتفاء بنخبة الفنانين البحرينيين والخليجيين والعرب المشاركين فيه، حيث تتفجر طاقاتهم الإبداعية بكل ما هو جيد ورائع بأعمال تُجسد القيم الأصيلة للمجتمع البحريني والخليجي والعربي. ويعتبر الفن أداة لتربية المشاعر والتسامي بالحس نتيجة إدراك الانسجام الفني، ووسيلة للتسلية والترويح عن النفس من مشاغل الحياة وهمومها، ويُساهم في ترقية سلوك الإنسان والمجتمع، كما أنه أداة للتواصل بين الأمم والشعوب، لأنه الوسيلة التي يعبر بها الفنانون عن مشاعرهم تجاه المجتمع أو الطبيعة أو أي مظهر من مظاهر الحياة.
وهذه التظاهرة السنوية الفنية الثقافية الراقية تؤكد لنا أن الحياة والفن شيئان متلازمان، بل كلٌ منهما يدعم ويُساند الآخر، وهي تظاهرة لم تأت من فراغ بل من رحم المجتمع، حيث يتناول الفن موضوعاته المتنوعة من اجتماعية وسياسية واقتصادية تشغل أفراد المجتمع، فيقترح من خلال العرض حلولاً لها، وهذا ما يجعل من أفراد المجتمع أكثر التفافًا به، وحضورًا لعروضه، مما يرفع من مؤشر إحساسهم وتقديرهم الفني والجمالي لوظيفة ودور الفن في الحياة. وللحفاظ على هذه الوظيفة السامية فإن من مسؤولية المجتمع والدولة بمؤسساتها المختلفة القيام بإعداد المواطن وتنمية شخصيته الفنية لتحقيق هذه الأهداف، ومن أجل رفع مستوى الوعي الثقافي والجمالي بين أفراد المجتمع باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية، مما سيجعل من الحياة أرقى وأجمل.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية