العدد 2484
الإثنين 03 أغسطس 2015
banner
هذا هو الشعب البحريني عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الإثنين 03 أغسطس 2015

عندما تتعرض البلاد لهجمة عدوانية شرسة تهف إليها الأفئدة دفاعًا عنها، وهذا هو ديدن الشعب البحريني الذي يتعرض منذُ عام 1979م لعدوان إيراني متعدد الأوجه باللسان تارة وبالإعلام تارة وبإعداد ما يُسميهم النظام الإيراني المجاهدين (تنظيمًا وتدريبًا وتسليحًا)، في هذه الأيام الجسورة يقف الشعب البحريني وقفة رجل واحد وجندي واحد، مرددين بصوت عربي مبين “كلنا للبحرين” و”فداء للبحرين”، قيادة وشعبا، وزراء وموظفين، قضاة وعلماء، كتابا ومثقفين... كل أهل البحرين باختلاف مكوناتهما الاجتماعية والاقتصادية وأعراقهم ودياناتهم ومذاهبهم، جميعهم بدون استثناء شاركوا في فعاليات إعلامية وسياسية للتوقيع على عرائض ترفض التدخلات الإيرانية في الشؤون البحرينية.
نعم... فالشعب البحريني مع الديمقراطية كحياة ومع مبادئ حقوق الإنسان كمنهج، لكن ذلك لا يعني تسليم البحرين ومقدراتها وشعبها للقوى الظلامية التي تحيك الشر لنا ولبلادنا، التي تريق الدماء كمنهج، وتحرق كل ما تحقق من مكتسبات سياسية وديمقراطية وحقوقية. لقد أكدت الوقفة الوطنية البحرينية أن الشعب البحريني ضد الإرهاب، وكتبوا حُبهم لبلادهم بمداد عشقهم وبالدم البحريني الذي يجري في عروقهم، فصرخة أهل المنامة وصل صداها إلى المحرق، ووقفة أهالي الشمالية تعانقت مع أهالي الجنوبية، صرخة واحدة تتصدى لقوى الإرهاب وتحمي الوطنية، والشعب البحريني على يقين بأنه قادر على مواجهة الإرهاب وتجاوز هذه المحنة كما تجاوز المحن الأخرى.
إن ما حدث في سترة تألمت له المنامة والبُديع وبكت عليه عيون الرفاع وكل مدن وقرى ومناطق البحرين، فما يجمعها هو التراب البحريني، وساكنوها هم الشعب البحريني، أبيضهم وأسمرهم، وباختلاف دياناتهم ومذاهبهم، هم شعبٌ واحد، يمثلون نموذجا يُحتذى به في التعايش الإنساني والإخاء الوجداني في بلد واحد لا يفرق بين أحد، إن الوقفة الوطنية للشعب البحريني ليست تضامنا مع رقعة جغرافية منا وفينا، وإنما لامتداد المشروع الوطني الذي يقوده جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، ويؤازره صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، والشعب البحريني كافة، هذا المشروع الذي وحد الشعب على طريق الإصلاح والديمقراطية، وجعل منهم جميعًا جنودًا لأمن وسلامة البحرين.
إن التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون البحرين الداخلية لن تنال من وحدة الشعب البحريني، وستزيد من عزيمتهم في التصدي للإرهاب الأسود، وستكون معركة ضاربة تقودها الدولة ضد الإرهاب الأعمى الذي لا وطن ولا دين ولا مذهب له، وسيقف الشعب البحريني خلف قيادته في هذه المعركة التي ستسير بالبحرين بإذن الله تعالى نحو ضفة الأمان ليعيش البحرينيون ومن على تراب بلادهم في أمان وسلام. هذا هو الشعب البحريني الذي يتحد كلما استشعر بأن هناك خطرًا يُهدده ويُهدد وجود بلاده وسيادتها، ويزداد تماسكًا وإصرارًا حتى يتحقق الأمن والأمان له ولبلاده. هذه البلاد التي لن تقف مكتوفة اليدين ضد كل من أراد المساس بسيادتها ووحدتها ومكتسباتها الوطنية، والتفاف الشعب بقيادته وإيمانه بوحدته جزء لا يتجزأ من الكرامة الوطنية البحرينية، والخيار الاستراتيجي وهدف المشروع الإصلاحي الوطني البحريني.
إن الالتفاف والتلاحم الشعبي الوطني للشعب البحريني مع قيادته حاضر دائمًا في الوجدان البحريني، التفاف يترنم ليكتب قصيدة الشجن الوطني العميق، تنشدها مكونات الشعب البحريني وأطيافهم السياسية والدينية، ليتوحدوا معًا في قلب وجسد واحد، وجدانًا ورؤية وهدفا، وهذه هي قاعدة العمل الوطني ومنطلق الإرادة الوطنية التي أثبتت دائمًا بأنها تقاوم الإرهاب وصناع الديمقراطية المُزيفة الذين عاثوا في البحرين فسادًا وإرهابًا وتفجيرًا وقتلاً. وستبقى وحدة الشعب البحريني ضد التأزيم وضد التمزيق سدًا منيعًا ضد المؤامرات التي مازالت تحاك ضد البحرين لجرها إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وبوحدته ستفشل هذه المؤامرات وستهزم من يُحركها ومن وراءها. فالوقفة التي يقفها الشعب البحريني اليوم مع بلاده هي رسالة وخطاب يجب أن يعيها النظام الحاكم في إيران الذي يُمارس سياسة الكذب والافتراء والتشويه للحقائق، رسالة بحرينية تقول له.. إن البحرين لن تكون كالعراق والأحواز وسوريا واليمن، فمملكة البحرين عربية ذات سيادة، وستبقى كذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .